الجاسر من الجزائر: التنمية خيار سيادي ومصير مشترك للدول الإسلامية

الجاسر من الجزائر: التنمية خيار سيادي ومصير مشترك للدول الإسلامية
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

وجه الدكتور محمد سليمان الجاسر، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، كلمة مؤثرة خلال حفل الافتتاح الرسمي لاجتماعات البنك السنوية لعام 2025 المنعقدة بالعاصمة الجزائرية الجزائر، حيث استعرض رؤية البنك لمستقبل التنمية في العالم الإسلامي، مشيدا في الوقت نفسه بصمود الجزائر، واحتضانها الكريم لأعمال الدورة الحالية، مؤكدا أن الجزائر تستحق أن تكون منصة عالمية للحوار والنهوض.

وفي كلمته أمام وزراء المالية والاقتصاد ومحافظي البنوك من 57 دولة عضوا، وممثلي مؤسسات مالية دولية، عبر الجاسر عن تقديره العميق لاحتضان الجزائر هذه الاجتماعات للمرة الثالثة، واصفا إياها بـ"ملحمة صمود لشعب أبيّ نحت الحرية من براثن الاستعمار بأكثر من مليون شهيد".

كما استحضر الجاسر رموز الجزائر من أمثال الأمير عبد القادر، وفاطمة نسومر، وعبد الحميد بن باديس، ومالك بن نبي، قائلا: "الجزائر ليست مجرد وطن، بل قصة كفاح، ورمز للحرية والتضحية، ونموذج لتلاحم التاريخ بالعزيمة". وأضاف: "ما أشبه اليوم بالأمس... فكما قاومت الجزائر من أجل التحرر، ها هي اليوم تقاوم التخلف والتبعية، وتسير بثقة على درب تنويع الاقتصاد وبناء مستقبل أكثر شمولا وعدالة".

وأكد الجاسر أن اختيار شعار هذا العام "تنويع الاقتصاد.. إثراء للحياة" ليس مجرد عنوان، بل تعبير عن توجه استراتيجي جديد، يجسد التزام البنك بتمكين الشعوب وتعزيز الصمود الاقتصادي في ظل التحديات العالمية المتشابكة، مشيرًا إلى أن مجموعة البنك ضاعفت تمويلاتها خلال 2024 لتتجاوز 13 مليار دولار أمريكي، وخصصت استثمارات كبيرة في قطاعات النقل، والطاقة، والأمن الغذائي.

كما كشف الجاسر عن أن البنك أطلق من الجزائر المرحلة الجديدة من استراتيجيته للفترة 2026–2035، التي تهدف إلى جعل البنك "الشريك التنموي المفضل" للدول الأعضاء، بتركيز على كرامة الإنسان والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، وضمن روح التضامن جنوب-جنوب.

واختتم الجاسر كلمته بالدعاء للسلام والاستقرار في فلسطين وكل الدول الأعضاء، مؤكدا أن البنك مستمر في مساعيه لتسخير الموارد وتحويل الرؤية إلى إنجازات ملموسة تخدم مجتمعاته.