محامية فرانكو-جزائرية تلاحق وزير الداخلية الفرنسي

محامية فرانكو-جزائرية تلاحق وزير الداخلية الفرنسي
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

في خضم تصاعد التوتر السياسي والدبلوماسي بين الجزائر وفرنسا خلال الأشهر الأخيرة، انتقلت الأزمة إلى ساحة القضاء، في خطوة من شأنها أن تضيف بعدا جديدا للصراع القائم بين البلدين.

فقد قررت محامية جزائرية الأصل الدخول في مواجهة مباشرة مع أحد أبرز وجوه الحكومة الفرنسية، متهمة إياه بالتحريض على الكراهية والتمييز ضد المسلمين، في قضية قد تحظى بمتابعة واسعة داخل فرنسا وخارجها.

المحامية خديجة عودية، الرئيسة السابقة لنقابة المحامين في مدينة نيم الفرنسية، أودعت شكوى من 30 صفحة أمام محكمة العدل في الجمهورية ضد وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، باسم جمعية تنشط في الأحياء الشعبية. وتضمنت الشكوى اتهامات للوزير بإطلاق تصريحات ذات طابع تمييزي ضد المسلمين، وبتشجيع خطاب الكراهية الذي يهدد التماسك الاجتماعي.

وأكدت عودية أن الوزير، منذ توليه منصبه، تبنى خطابًا يُفهم منه التحريض ضد الجالية المسلمة، معتبرة أن المساواة في تطبيق القانون هي السبيل الوحيد لحماية السلم الأهلي. وأشارت إلى أنها تدرك صعوبة المسار القضائي، لكنها مستعدة للمضي قدمًا حتى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وربما لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إذا اقتضى الأمر.

المبادرة لقيت دعمًا من شخصيات بارزة، من بينها عبد الله زكري، نائب رئيس المجلس الفرنسي للديانة المسلمة، الذي أعرب عن قلقه من تصاعد الإسلاموفوبيا في فرنسا هذا العام، منتقدًا التصريحات التي تصور الجالية الجزائرية وكأنها في مواجهة مع الدولة الفرنسية، رغم احترامها للقوانين.

تأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم وزير داخليته بشكل كامل، وسط استمرار حالة الشد والجذب بين باريس والجزائر، سواء على المستوى السياسي أو الإعلامي أو القضائي. ويرى مراقبون أن هذه القضية قد تتحول إلى ملف حساس يزيد من تعقيد العلاقات الثنائية، خاصة إذا أخذت أبعادًا أوروبية أو أممية.