أعلن مسؤول عسكري بريطاني رفيع أن الولايات المتحدة كانت على وشك اتخاذ أخطر قرار في تاريخها الحديث، وذلك خلال الساعات الأولى بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، حين رفعت إدارة الرئيس جورج بوش الابن مستوى الجاهزية النووية إلى حدود غير مسبوقة، وسط فوضى أمنية واتصالية شملت واشنطن والعواصم الكبرى.
الشهادة التي كشفها الأدميرال اللورد آلان ويست — وكان وقتها القائد الأعلى لأسطول البحرية البريطانية في مقر نورثوود — تؤكد أن اتصالات عاجلة وردت إلى بريطانيا مباشرة بعد الهجوم، تحذر من أن الجيش الأمريكي دخل في حالة “الاستعداد الفوري لإطلاق الأسلحة النووية”، وهو مستوى يعتمد فقط في حالة التهديد الوجودي للدولة.
وبحسب الرواية، فقد تزامنت تلك التطورات مع حالة ارتباك عالمي، إذ كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يطالب واشنطن بإجابات سريعة حول التحركات النووية الأمريكية، خاصة بعد حدوث انقطاع مؤقت في قنوات الاتصال بين القوتين، ما أثار مخاوف موسكو من احتمال أن تكون هدفا لضربة خاطئة أو رد استباقي.
وفي وسط هذه الأجواء المحتقنة، تأتي الفقرة المحورية التي كشفها الأدميرال ويست:
“فور تلقي التحذيرات في نورثوود، أعطيت أوامري للقوات: لا تفعلوا شيئا. لم يكن الوقت مناسبا لأي خطوة قد تفسّر خطأ وتجر العالم إلى تصعيد نووي.”
هذا القرار — كما يؤكد ويست — كان محاولة لتجنب إشعال سلسلة ردود نووية متبادلة كان يمكن أن تتحول إلى كارثة شاملة، خصوصا أن المعلومات المتوفرة في تلك اللحظة كانت ضبابية، والتهديدات غير واضحة، والولايات المتحدة تعيش تحت وقع هجوم مستمر.
وتظهر هذه الشهادة حجم الفوضى التي ضربت غرف العمليات في واشنطن، والصعوبة الهائلة في تقييم الوضع الحقيقي، في وقت كانت فيه كل السيناريوهات مطروحة على الطاولة، بما في ذلك إمكانية تعرض أمريكا لموجة ثانية من الهجمات.
كما تفتح تصريحات ويست الباب أمام إعادة تقييم تاريخي لساعات 11 سبتمبر الأولى، والتي يبدو اليوم — بحسب هذه الشهادة — أنها كانت أقرب مما يتخيله العالم إلى مواجهة نووية عالمية.







