في لحظة مفصلية من المشهد السياسي البريطاني، يلوح في الأفق مشروع سياسي جديد يقوده كل من جيريمي كوربن وزاره سلطانة، قد يشكل أكبر تحدٍ يساري لحزب العمال منذ عقود، ويقلب قواعد اللعبة الانتخابية في المملكة المتحدة.
التحالف المرتقب بين الزعيم السابق لحزب العمال والنائبة الشابة المتمردة يبنى على شعار صريح: "لا خوف، لا ولاء أعمى، لا تنازلات"، في إشارة مباشرة لخيبة أمل الكثيرين من الأداء "الناعم" للقيادة الحالية برئاسة كير ستارمر، خاصة في قضايا الحرب والسلام والعدالة الاجتماعية.
كوربن، الذي أقصي من الحزب لكنه لم يقصَ من قلوب كثير من مؤيديه، يعيد تنظيم قاعدته السياسية. أما سلطانة، فقد أصبحت الوجه الجريء لجيل جديد من اليساريين الذين يرفضون الانحناء لاعتبارات "الاعتدال السياسي".
ويرى مراقبون أن هذا التحرك قد لا يهدف فقط للمنافسة الانتخابية، بل لتشكيل قوة ضغط جديدة قادرة على كسر احتكار ثنائية المحافظين والعمال، وتقديم خطاب أكثر جذرية وإنسانية للناخب البريطاني المحبط.
ومع تنامي الغضب الشعبي من الصمت السياسي حيال المجازر في غزة، والتقشف المحلي، والانهيارات الاقتصادية، قد يجد هذا التيار الجديد أرضا خصبة للانتشار، خاصة بين الشباب والأقليات.