السعودية وإيران تفشلان في التوصل إلى اتفاق
أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية أمس الجمعة أن الوفد الإيراني الذي يزور المملكة في محاولة للتوصّل إلى اتفاق في شأن ترتيبات حج الإيرانيين، سيغادر من دون توقيع اتفاق نهائي.
وهذه المحادثات هي المحاولة الثانية بين القوتين الإقليميتين في الشرق الأوسط لتحديد شروط الحج لهذا العام، حيث لم تسفر المحادثات الأولى التي جرت في السعودية في أفريل عن أي نتيجة وسط أجواء متوترة منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في جانفي.
وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية إنه بعد يومين من “اجتماعات متواصلة امتدت لساعات طويلة” وقدمت فيها الوزارة “عدداً من الحلول لكافة النقاط التي طالبت بها منظمة الحج والزيارة الإيرانية”، “أبدى الوفد الإيراني رغبته في المغادرة إلى بلاده دون توقيع محضر ترتيبات شؤون حجاجه”.
وأضافت الوزارة في بيان لها أنها قدمت عدداً من الحلول لكل النقاط التي طالبت بها منظمة الحج والزيارة الإيرانية والمتمثلة في إصدار التأشيرات بشكل إلكتروني من داخل إيران، ومناصفة نقل الحجاج بين الناقل الوطني السعودي والناقل الوطني الإيراني، وأخيراً الموافقة بتمثيل دبلوماسي إيراني عبر السفارة السويسرية لرعاية مصالح حجاجهم، وفقاً لما نشرته صحيفة سبق السعودية، إلا أن الوزارة السعودية تفاجأت فجر الجمعة أن الوفد الإيراني أبدى رغبته في مغادرة البلاد دون توقيع محضر ترتيبات شؤون حجاجهم.
وأكدت وزارة الحج السعودية أن “بعثة منظمة الحج والزيارة الإيرانية بامتناعها عن توقيع محضر إنهاء ترتيبات الحج تتحمّل أمام الله ثم أمام شعبها مسؤولية عدم قدرة مواطنيها على أداء الحج لهذا العام”، وأكدت المملكة رفضها القاطع “لتسييس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين، مؤكدة على استعدادها الدائم للتعاون فيما يخدم حجاج بيت الله الحرام ويسهّل إجراءات قدومهم”.
الرياض كانت قد عرضت الثلاثاء أن يحصل الإيرانيون على تأشيرات إلكترونية من داخل إيران كون كل الممثليات الدبلوماسية السعودية في إيران مغلقة منذ جانفي، الأمر الذي وافق عليه الجانب الإيراني.
وقطعت الرياض علاقاتها مع طهران في جانفي بعد تظاهرات أدت إلى إحراق السفارة السعودية وقنصلية عقب إعدام رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، وثمة خلاف بين طهران والرياض بشأن مجموعة من القضايا الإقليمية وخصوصاً النزاعين في سوريا واليمن، كما يعتبر الأمن في الحج مسألة خلافية أخرى بين البلدين بعد تدافعٍ أدى إلى مقتل نحو 2300 حاج من بينهم 464 إيرانياً العام الماضي.