عرفت الوجهة السياحية لولاية تمنراست استقطابا ملحوظا جراء التسهيلات التي أقرتها الدولة بهدف ترقية السياحة الصحراوية سيما ما تعلق منها بمنح التأشيرات للأجانب.
وقد ساهم تطبيق الإجراءات الجديدة التي أقرتها السلطات العمومية والمتعلقة بمنح التأشيرات للسياح الأجانب فور وصولهم، وكذا استحداث هياكل سياحية جديدة لإعادة انتعاش القطاع بعد نحو عامين من تراجعه على المستوى العالمي بفعل تداعيات جائحة كورونا, في تعزيز الاستقطاب السياحي لمنطقة تمنراست, كما أشارت إليه مديرية السياحة والصناعة التقليدية.
فخلال الفترة الممتدة من الفاتح سبتمبر 2022 الى غاية نهاية فبراير 2023 ، سجلت ولاية تمنراست 639 سائحا أجنبيا من مختلف الجنسيات مقابل 234 سائحا أجنبيا توافدوا طيلة الموسم السياحي المنقضي (2021 /2022) إلى الأهقار التي تعد وجهة سياحية مفضلة لدى عشاق المغامرات في المناطق الصحراوية.
وتعرف هؤلاء السياح الذين تدفقوا على شكل أفواج على المنطقة في إطار رحلات منظمة, عن قرب على مختلف المسارات السياحية التي تزخر بها الولاية وكذا المواقع السياحية المشهورة على غرار جبال الأهقار والأسكرام ومنخفضات الطاسيلي هقار، ومنطقة أبالسة وقصر الملكة تن هنان، والذين أبدوا إعجابهم بالقدرات السياحية التي تتوفر عليها منطقة الأهقار، حسب ذات المصدر.
وأكد المتعامل في مجال السياحة ومسؤول وكالة “تاكوبا ” للسياحة والأسفار, حمداوي أحمد, أن منطقة الأهقار تعد منطقة جذب سياحي بامتياز، وهي مشهورة وطنيا ودوليا من خلال المواقع السياحية والمسالك الرائعة التي تتوفر عليها، إلى جانب ما تزخر به من تراث ثقافي وحضاري عريق وصناعات تقليدية وحرفية، مما يجعلها محل اهتمام السياح سيما الأجانب الراغبين في استكشاف كنوز الثقافة المحلية والمناظر الطبيعية والرسومات والجداريات الفنية القديمة بالمنطقة.
ومن جهته, أبرز مسؤول وكالة السياحة والأسفار “أمسكور”, بن مسعود عدنان, أهمية استغلال أكثر للقدرات السياحية بالمنطقة التي من شأنها أن تساهم في بعث ديناميكية اقتصادية كبيرة تمكن من استحداث فرص عمل لفائدة السكان و خاصة القاطنين بالمناطق الريفية التي تمتهن بها مختلف الأنشطة المرتبطة بقطاع السياحة على صناعة الحلي.
ويرى ذات المتحدث أن التدابير التي اتخذت مؤخرا لفائدة السياح الأجانب والمتمثلة في منح تأشيرات الدخول على مستوى المطارات والمعابر الحدودية “يعكس عزم الدولة على تفعيل السياحة الصحراوية”.
ومن أجل اعطاء دفع جديد للسياحة في الصحراء, أولت السلطات العمومية أهمية خاصة للاستثمار السياحي مما سمح بخلق منشآت جديدة في منطقة تمنراست ساهمت في تعزيز المقومات السياحية الي تزخر بها الولاية, حسب أصحاب وكالات الأسفار الذين استجوبتهم وأج.
فقد تدعمت منشآت الاستقبال السياحي بولاية تمنراست بفندقين جديدين، مما يرفع عدد الهياكل إلى 17 مرفق استقبال ما بين فنادق ومخيمات بطاقة إجمالية تفوق 1.000 سرير. كما تحصي الولاية ما لا يقل عن 94 وكالة سياحية معتمدة، حسب معطيات قطاع السياحة والصناعة التقليدية.
وفي إطار ترقية الاستثمار بقطاع السياحة, ينتظر أن تشهد المنطقة استثمارات جديدة، من بينها إنجاز ما يفوق 30 مشروعا استثماريا مبرمجا بمنطقة التوسع السياحي التي تتربع على مساحة تفوق 45 هكتارا والواقعة بمدخل مدينة تمنراست، حسبما أشير إليه.
