طوى أنصار مولودية الجزائر صفحة المشاهد غير المشرفة التي عرفتها عملية بيع التذاكر يوم الأربعاء بالملعب الأولمبي، وتجاوزوا الاشتباكات والمناوشات التي حدثت بينهم عند اقتناء التذاكر، معلنين التعبئة وإعادة الوحدة إلى صفوفهم والنطق بكلمة واحدة لحشد الدعم لـ”العميد”، في تحديه للتتويج بكأس الجزائر، اقتناعا منهم بأنهم لا يمكنهم أن يكونوا يوم إجراء المقابلة إلا في خندق واحد، في مواجهة خصم واحد، هو نصر حسين داي، ومثلما كان متوقعا، لم يتوقف أنصار المولودية عن الاحتفال بمعاقلهم المعروفة بالعاصمة نهارا وليلا، كما تابعت “الخبر” ذلك، واعدين بإلهاب مدرجات ملعب 5 جويلية لانتزاع الكأس من النصرية، في مقابلة ستقام تحت شعار “إعادة الاعتبار” للفريق، الذي فقد بريقه وعجز عن مواكبة المنافسة، برغم كرم شركة “سوناطراك” عليه.
ورغم أن الحظ لم يحالف جميع الأنصار لاقتناء تذاكر، إلا أن الأنصار الذين استفادوا من الحصة المخصصة للبيع، التزموا أنهم سيكونون في مستوى المناسبة وأفضل ممثلين للأنصار غير المحظوظين لتشجيع الفريق إلى غاية النهاية وسيتوجون بالكأس، كما سيحملونها وسط الأحياء بالعاصمة للاحتفال بها في مواكب طويلة وفي كل مكان رفقة عائلاتهم.
ولم تكن مشاهد الاحتفال تقتصر فقط على معاقل المولودية، بل وقفت “الخبر” على نفس المشاهد في أغلب الأحياء بالعاصمة بالنظر إلى شعبية “العميد”، وكسر الأنصار هدوء الأحياء ودفعوا سكانها إلى التجاوب مع الاحتفالات بالحدث الكروي سواء بالانضمام إليها أو بالتأمل فيها. وينظر أنصار “العميد” بنوع من الحزن إلى خروج أنصار اتحاد الجزائر عن الحياد وإعلانهم صراحة تشجيع النصرية، التي استفادت أيضا من دعم أنصار أندية مجاورة من العاصمة وليس كلها، والواضح أن أنصار الأندية العاصمية سيجدون أنفسهم منقسمين في اتخاذ قرار لدعم أي من الناديين.
وكشفت زيارة مجسم “السيدة” الكأس لملعب فرحاني بباب الوادي الرغبة الجامحة للأنصار للتتويج بها، فالموعد كان مناسبة تاريخية للأنصار للاحتفال بالكأس وإظهار تعلق الجماهير الكبيرة، التي تدفقت على المكان لمشاهدة الكأس والتتويج بها، وتصرف الأنصار وكأن الكأس ستكون من نصيبهم، متناسين أن فريقهم يتعين عليه الفوز على النصرية في النهائي ليضيفوا التاج إلى رصيدهم، ومثلما بدا، فإن الأمر سيكون صادما بالنسبة لهم في حال خسارة الكأس، التي سيكون الفوز بها بمثابة إنجاز فريد من نوعه للفريق بالنظر إلى الهزات التي تعرض لها هذا الموسم، بسبب التغييرات التي مسته ليس فقط بالنسبة للإدارة بل أيضا بالنسبة للطاقم الفني.
