طلاق وشيك بين غوركوف وروراوة
ترك المدرب الوطني كريستيان غوركوف الانطباع، في حواره الحصري لـ”الخبر”، بأن طلاقا وشيكا سيحدث بينه وبين رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، في حالة رفض أي طرف شروط الآخر، خلال الاجتماع الحاسم الذي سيجمع الرجلين يوم الأربعاء المقبل.
بثقة كبيرة في النفس وحسن اختيار المفردات في الإجابة عن أسئلة “الخبر”، بدا التقني الفرنسي كريستيان غوركوف واثقا من أنه أصبح غير مرغوب فيه لدى الرجل الأول في الفاف محمد روراوة، لاسيما عندما قال إن لديه الرغبة في البقاء، “غير أن الرغبة يجب أن تكون متبادلة عند رئيس الفاف”، وهي العبارة التي رددها التقني الفرنسي في العديد من المرات، اقتناعا منه بأن أمورا خفية “تحاك” ضده لا دخل للإعلام فيها ولا حتى الجمهور الكروي الذي طالب برحيله في المباراتين الوديتين اللتين لعبهما المنتخب الوطني أمام غينيا والسينغال بملعب “المحكمة الرياضية الكروية”.
ورد كريستيان غوركوف بدبلوماسية كبيرة على سؤال “الخبر” (ما سبب تفكيرك في الرحيل، هل هو بسبب الإعلام أو الجمهور أو رئيس الاتحادية)، حينما قال: “هناك عدة أمور مجتمعة وليس الإعلام والجمهور بالضرورة”، في إشارة قوية إلى رئيس الفاف الذي لم يستثنه من الأسباب، وهو ما يفسر الخلاف القائم بين الطرفين منذ دورة قطر الودية والمباراة الرسمية أمام لوزوتو، وهو ما يعني أن الخلاف ليس وليد ما حدث في المباراتين الوديتين أمام غينيا والسينغال، رغم محاولات رئيس الفاف محمد روراوة، عبر أبواقه الرسمية وغير الرسمية، تفنيد ذلك في العديد من المرات.
تمسك أستاذ الرياضيات بمعادلة البقاء على رأس العارضة الفنية لـ«الخضر” بشروط، يعني بالضرورة أن أمورا تنظيمية لم تعجبه لا علاقة لها لا بالإعلام ولا بالجمهور وإنما بالهيئة الكروية الجزائرية، حتى لا نقول برئيسها روراوة الذي تخلى صراحة عنه، بدليل ما حدث في سفرية العاصمة التنزانية دار السلام.
حنكة التقني غوركوف جعلته يتفادى أي تصريح قد يكون وسيلة ضغط في يد رئيس الفاف، كما حدث للتقني الجزائري رابح ماجر، الذي أقيل من منصبه كمدرب وطني وراح ضحية تصريح لم يدل به وقتها لصحيفة بلجيكية، خاصة عندما أجاب عن سؤال “الخبر” فيما تعلق الأمر بتجاهل رئيس الفاف له في سفرية تنزانيا، فكان رده دبلوماسيا أيضا: “لم أنتبه إطلاقا لذلك، فقد كنت مركزا على المباراة”، وهو ما يعني أن التقني الفرنسي حاول التهرب من الإجابة الصريحة، لأنه من غير المعقول أنه لم ينتبه لتجاهل روراوة له والكل كان تحت سقف فندق واحد، وهو “ريجنسي حياة” بدار السلام.
وبالرغم من محاولات المدرب السابق للورويون الفرنسي في الحوار، ترك الانطباع بأنه سهل المراس بالقول: “جئت إلى الجزائر بنية صادقة”، “بعض الأشخاص اتخذوا طيبتي واحترامي للجميع على أنه ضعف”، إلا أن الأكيد أنه لن يكون لقمة سائغة في فم رئيس الفاف، الذي يوجد حاليا في وضع شبيه بما عاشه مع البوسني وحيد حاليلوزيتش، لاسيما في نهاية المسلسل الذي أبكى المدرب الحالي للمنتخب الياباني، وأقسم بأغلظ الأيمان أنه سيغادر المنتخب رغم إلحاح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على بقائه. سباعية تنزانيا مرفوقة بالأداء ومرفوقة أيضا بتهنئة الحاكم الأول في البلاد، تشكل حاليا صداعا لرئيس الفاف محمد روراوة، الذي قد يرغم على الاستسلام في آخر المطاف لشروط التقني الفرنسي التي تبدو بسيطة جدا، وهو العمل في أجواء بعيدة عن “المؤامرة” وبعيدة عن أساليب المسؤول الأول عن الكرة الجزائرية، وهي الأساليب التي تذوق مرارتها الشيخ رابح سعدان وعبد الحق بن شيخة ووحيد حاليلوزيتش.