انتصار العدالة الرياضية: عادل عمروش يستعيد حقه بعد قرار الطاس

قررت محكمة التحكيم الرياضي الدولية “الطاس” رفع العقوبة التي فرضها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف” على المدرب الجزائري عادل عمروش، والتي حرمته من مزاولة مهنته لمدة ثماني مباريات، إضافة إلى تغريمه مبلغ 10 آلاف دولار.
جاء هذا القرار ليعيد الاعتبار لعمروش، الذي يعد من أبرز خبراء تطوير كرة القدم في “الفيفا”، بعد أن كان قد تعرض لعقوبة أثارت جدلا واسعا خلال كأس أمم إفريقيا الأخيرة في كوت ديفوار.
وكان الاتحاد المغربي لكرة القدم قد تقدم بشكوى ضد عمروش عقب تصريحاته التي انتقد فيها النفوذ المغربي داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وتأثيره على تعيين الحكام وإدارة شؤون الكرة الإفريقية.

وقال عمروش آنذاك: “المغرب لديه قوة ضاربة داخل الاتحاد الإفريقي تنفذ أوامره، بينما نحن نبقى مجرد متفرجين”. هذه التصريحات اعتبرت غير لائقة من قبل “الكاف”، مما أدى إلى معاقبته بالإيقاف والغرامة المالية، وأجبرته على مغادرة منصبه كمدرب للمنتخب التنزاني خلال البطولة القارية.
إلا أن محكمة التحكيم الرياضي “الطاس”، وبعد دراسة القضية، قضت برفع العقوبة عن عمروش، معتبرة أن العقوبات التي فرضت عليه كانت غير عادلة ولا تستند إلى أسس قانونية متينة، مما يعيد إليه حقوقه ويفتح له المجال للعودة إلى العمل مجددا.
يعتبر عادل عمروش من المدربين ذوي الخبرة الكبيرة في القارة الإفريقية، حيث بدأ مشواره التدريبي عام 1995 مع أندية جزائرية مثل رائد القبة، اتحاد الجزائر، ومولودية الجزائر. وانتقل بعدها إلى تدريب عدة منتخبات إفريقية، منها منتخب بوروندي (2007-2012)، كينيا (2013-2014)، ليبيا (2018)، بوتسوانا (2019-2021)، اليمن (2022)، وأخيرا تنزانيا.
ولم يكن عمروش مجرد مدرب، بل تم اختياره من قِبل الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” ضمن مجموعة من خمسة خبراء عالميين مكلفين بمتابعة تطوير كرة القدم في الاتحادات الكروية حول العالم. هذا التعيين يؤكد مكانته كخبير استراتيجي في تطوير اللعبة، وليس فقط كمدرب ميداني.

قرار “الطاس” برفع العقوبة عن عادل عمروش أثار ردود فعل إيجابية واسعة داخل الأوساط الرياضية الإفريقية، حيث اعتبر العديد من المراقبين أن العقوبة التي فرضها “الكاف” لم تكن عادلة، بل كانت نتيجة لضغوط سياسية أكثر منها رياضية. وأكدت جهات كروية عدة أن عمروش يحظى باحترام كبير في القارة السمراء، وهو ما تجسد في التقدير الذي ناله من “الفيفا” لاختياره كخبير تطوير.

هذا القرار يفتح الباب أمام المدرب الجزائري للعودة إلى الساحة التدريبية، حيث تشير مصادر مقربة منه إلى تلقيه عروضًا من عدة أندية ومنتخبات إفريقية ترغب في الاستفادة من خبرته الطويلة، خاصة بعد استعادة حقوقه القانونية والرياضية.
يبقى رفع العقوبة عن المدرب عادل عمروش انتصارا للعدالة الرياضية، وإشارة واضحة إلى ضرورة تحصين كرة القدم الإفريقية من التدخلات السياسية والتلاعبات التي قد تؤثر على نزاهة المنافسات.
ومع هذا القرار، ينتظر عشاق كرة القدم الإفريقية عودة هذا المدرب الخبير إلى الميادين، ليواصل مشواره في تطوير اللعبة وإثرائها بخبرته الطويلة.