فشل دبلوماسي للمغرب في طوكيو يدفع المخزن للترويج لانتصارات وهمية ضد الجمهورية الصحراوية
أدى الفشل الدبلوماسي الذي مني به المغرب في الاجتماع الوزاري لندوة طوكيو الدولية حول التنمية في إفريقيا (تيكاد)، إلى حملة إعلامية مضللة من قبل نظام المخزن، حيث ادعى الأخير نجاحه في إقصاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من المشاركة في قمة منتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك)، المقرر عقدها في بكين يومي 5 و6 سبتمبر المقبل.
وفي الأيام القليلة الماضية، بدأت وسائل الإعلام المغربية بالترويج لهذا الانتصار الوهمي، محاولةً التغطية على الإخفاق الكبير في منع مشاركة الجمهورية الصحراوية في اجتماع تيكاد. هذه المناورة الإعلامية تأتي بعد سلسلة من الصفعات الدبلوماسية التي تلقاها المغرب من الاتحاد الإفريقي، واليابان، وعدد من الدول الإفريقية الأخرى، التي رفضت السلوك العدائي للوفد المغربي.
وقصد تفادي الالتباس والكشف عن زيف هذه الادعاءات، يجب العودة إلى الأطر والقرارات التي تحكم الشراكات بين الاتحاد الإفريقي والدول الأخرى. تتنوع هذه الشراكات إلى فئتين رئيسيتين:
الشراكات متعددة الأطراف: مثل ندوة طوكيو الدولية حول التنمية في إفريقيا (تيكاد)، حيث يكون الاتحاد الإفريقي طرفًا رئيسيًا ويشرف على تنظيمها بالتعاون مع أطراف دولية.
هذه الشراكات تضمن شمولية المشاركة لكل الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، بما في ذلك الجمهورية الصحراوية.
كما تندرج ضمن هذا النوع من الشراكات أيضًا المحافل التي تجمع الاتحاد الإفريقي مع الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، حيث يُعتمد مبدأ الشمولية وأحقية كافة الدول الأعضاء في المشاركة.
الشراكات الثنائية: هذه الشراكات تجمع دولة معينة بعدد من الدول الإفريقية، مثل منتدى التعاون الصيني-الإفريقي، بالإضافة إلى آليات شراكة أخرى تربط القارة الإفريقية بدول مثل روسيا، وكوريا الجنوبية، وتركيا، وإيطاليا.
وفي هذا النوع من الشراكات، يُترك تنظيم الاجتماعات للدولة المضيفة التي تقوم بدعوة عدد محدود من الدول الأفريقية بناءً على نوعية ومستوى العلاقات الثنائية، دون تدخل مباشر من الاتحاد الإفريقي.
منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني-الإفريقي في عام 2000، أدرج هذا المنتدى ضمن الشراكات الثنائية، ولم يكن للاتحاد الإفريقي أي دور تنظيمي فيه. وبذلك، لم تكن مشاركة الجمهورية الصحراوية مطروحة أصلاً في هذا السياق، مما يجعل الادعاءات المغربية حول إقصائها بلا أساس.
للإشارة يبدو أن المخزن تناسى أن الصين، التي ستستضيف قمة فوكاك، تحتفظ بمواقف ثابتة ومعلنة بشأن دعم حق تقرير المصير للشعب الصحراوي. هذه المواقف تتجلى في التصريحات الرسمية لمندوبي الصين في الأمم المتحدة وبياناتها الدبلوماسية.
كما أكدت الصين هذا الموقف خلال زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى بكين في جويلية 2023، حيث جددت دعمها لحل عادل ودائم للقضية الصحراوية بما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة.
ما يتضح من هذه المحاولات المغربية الأخيرة هو محاولة صرف الانتباه عن الفشل الدبلوماسي الذي تعرض له المغرب في طوكيو. فعوضًا عن تهميش الجمهورية الصحراوية، أدت هذه المحاولات إلى تعزيز حضورها على الساحة الدولية، مؤكدة أن القضية الصحراوية لا تزال حية، وستظل مطروحة حتى تحقيق العدالة وإنهاء الاحتلال.