فرنسا تواجه موجة طرد من إفريقيا: تشاد والسنغال تقطعان العلاقات العسكرية
في ضربة جديدة لنفوذها في القارة الإفريقية، أعلنت تشاد والسنغال قرارات تقوض الوجود الفرنسي العسكري في المنطقة، مما يشير إلى تصاعد التوترات بين باريس ودول غرب ووسط إفريقيا.
وزير الخارجية التشادي، عبد الرحمن كلام الله، كشف عن إلغاء بلاده لاتفاقيات التعاون الأمني والدفاعي مع فرنسا، وذلك بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، للعاصمة نجامينا.
وأكد كلام الله في بيان نشرته الوزارة عبر “فيسبوك” أن تشاد تسعى لاستعادة سيادتها الكاملة بعد أكثر من ستة عقود من الاستقلال.
وفي خطوة مماثلة، أعلن الرئيس السنغالي، باسيرو ديوماي فاي، أن فرنسا ستضطر إلى إغلاق قواعدها العسكرية في السنغال، معتبرًا أن وجودها يتعارض مع سيادة البلاد.
وأضاف فاي في مقابلة مع وكالة فرانس برس: “السنغال دولة ذات سيادة، والسيادة لا تتفق مع وجود قواعد عسكرية أجنبية.”
السنغال، التي تحتفظ فرنسا فيها بوجود عسكري محدود يشمل نحو 500 عسكري ومدرب، كانت تُعتبر آخر معاقل النفوذ الفرنسي المباشر في غرب إفريقيا.
يأتي هذا التطور في ظل سلسلة من المطالب المماثلة من دول أخرى مثل بوركينا فاسو ومالي والنيجر، التي طالبت في وقت سابق بسحب القوات الفرنسية من أراضيها، ووصل الأمر في بعض الحالات إلى قطع العلاقات الدبلوماسية كما حدث بين النيجر وفرنسا.
هذه التحركات تعكس تراجعًا واضحًا للنفوذ الفرنسي في إفريقيا، مما يزيد من تعقيد الأوضاع السياسية والدبلوماسية لفرنسا في القارة.
وبالنظر إلى هذه التطورات المتسارعة، يلوح في الأفق مستقبل مظلم للوجود الفرنسي في إفريقيا، حيث يبدو أن النفوذ الفرنسي يواجه خطر “التصفير” في المنطقة.