توصف بأنها النسخة النسائية من أوباما.. كامالا هاريس أول امرأة تتولى منصب نائب رئيس
دخلت كامالا هاريس تاريخ الولايات المتحدة من أوسع أبوابه، إذ ستصبح أول امرأة تتولى منصب نائب الرئيس، كما أنها أول امرأة من أصول أفريقية وهندية تصل إلى ثاني أعلى منصب في أميركا.
وسبق لها أن شغلت منصب أول مدعية عامة من ذوي البشرة السمراء في تاريخ ولاية كاليفورنيا.
اسمها الكامل كامالا ديفي هاريس (Kamala Devi Harris). ولدت في ولاية كاليفورنيا عام 1964، والدتها شامايلا غوبالان، مهاجرة هندية باحثة في مجال السرطان.
ووالدها دونالد هاريس، اقتصادي، مهاجر من جامايكا في سن السابعة، انفصل والداها وتولت والدتها تربيتها.
لعب جداها الهنديان أثرا في تشكيل شخصيتها. فجدها، موظف حكومي بارز في الهند، حارب من أجل استقلال بلاده. وجدتها، ناشطة جابت أرجاء البلاد داعية لتمكين النساء.
درست في جامعة هاوارد في العاصمة واشنطن، وهي إحدى الجامعات التاريخية للسود، ثم تخصصت في الحقوق بسان فرانسيسكو.
انتخبت مدعية عامة في سان فرانسيسكو بعدما ترشحت ضد مديرتها السابقة. وفازت بإعادة فرز الأصوات بنسبة 56.5%.
نسخة من “أوباما”
تقارب المواقف السياسية بينها وبين نجم الحزب الديمقراطي، باراك أوباما، كان لصالحها في صفوف مؤيدي الرئيس السابق، وهو أمر جعلها تحظى بلقب “النسخة النسائية لباراك أوباما”.
وأوباما كان بين المشيدين باختيار بايدن لها في هذا المنصب، مؤكدا أنها “أكثر من مؤهلة لشغله”.
عام 2014، تزوجت من دوغ إيمهوف، وهو محام من لوس أنجلوس، وأب لولدين من زواج سابق.
فازت في انتخابات مجلس الشيوخ عام 2016، واشتهرت بأسلوبها الحاد في المساءلة ودفاعها الشرس عما تؤمن به.
عام 2019، أعلنت ترشحها للرئاسة، غير أنها سرعان ما أنهت حملتها بسبب ما بدا ضعفا في حظوظها للحصول على مباركة الحزب، وبسبب قرب نفاد موازنة الحملة.
هاجمت جو بايدن خلال تنافسهما على نيل ترشيح الحزب، ثم عادت وأعلنت تأييدها له في مارس/آذار الماضي، ووصفته بأنه قادر على توحيد الشعب الأميركي.
خلال مسيرتها العامة، أولت هاريس اهتماما كبيرا للدفاع عن النساء والمهمشين والأقليات العرقية وذوي الدخل المحدود.
ونظرا إلى أن بايدن يبلغ من العمر 78 عاما، فليس من المتوقع أن يسعى لولاية ثانية ولذا ستصبح هاريس (56 عاما) مرشحة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة عام 2024.
وقال جويل باين المخطط الإستراتيجي الديمقراطي الذي عمل في حملة هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة لعام 2016 “هاريس كانت دائما أكثر شخصية مقنعة كرفيق لبايدن في الانتخابات، لأنها تملك القدرة على مساعدته في توحيد التحالف الديمقراطي عبر خطوط الأعراق والأجيال كما أنها استطاعت رفع درجة الحماس على مستوى القاعدة”.
معارضة
كانت معارضة هاريس القوية لقرار ترامب حظر دخول المسلمين من عدة دول في يناير/كانون الثاني 2017 نموذجا لقدرتها على المواجهة في الصراعات السياسية، وذلك لخبرتها السابقة كمدعية عامة في ولاية كاليفورنيا.
وهي تشغل عضوية عدة لجان مهمة بمجلس الشيوخ، منها اللجنتان القضائية والمالية، وكذلك لجنتا الأمن الداخلي والاستخبارات.
كما يعرف عنها معارضتها القوية للسياسات الصينية تجاه حقوق الإنسان، خاصة ما يتعلق بمسلمي الإيغور في غرب البلاد. وتناصر هاريس حقوق سكان هونغ كونغ، وتعارض ممارسات الصين التجارية غير العادلة.
وبخصوص السلام في الشرق الأوسط، تعد هاريس من أقوى المؤيدين لإسرائيل، وتؤمن بحل الدولتين كمعادلة لإنهاء الصراع.
وتحدثت عامي 2017 و2018 في مؤتمر منظمة “أيباك” (AIPAC) (أكبر مجموعة ضغط -“لوبي”- إسرائيلي في الولايات المتحدة) وعبرت عن معارضتها لاستمرار بناء مستوطنات إسرائيلية في أراضي الضفة الغربية.
وبخصوص السعودية، تبنت هاريس مواقف حازمة ضد المملكة، خاصة بعد مقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي.
وهي تعارض بشدة حرب التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، ودعمت قرارات حظر تصدير السلاح للسعودية بسبب حرب اليمن وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.