بصفتها رئيسا لمجلس الأمن.. كيف ستتعامل الجزائر مع الكيان الصهيوني؟
أكد وزير الدولة، وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف الجزائر ستتصرف مع الكيان الصهيوني بصفتها رئيسة لمجلس الأمن الدولي وبشكل منفصل عن مواقفها الوطنية، مشيرا إلى أن ذلك لا يمكن أن يكون اعترافا ضمنيا بدولة الاحتلال.
وفي هذا السياق، أبرز عطاف، في تصريح لقناة الجزائر الدولية، أن الاعتراف بالدول يكون بشكل رسمي وصريح طبقا لأحكام وقيود واضحة تمليها العلاقات الدولية.
وذكر الوزير أن الجزائر تنضم إلى مجلس الأمن الأممي كعضو غير دائم للمرة الرابعة في تاريخها منذ الاستقلال، كما أن هذه المرة الخامسة التي تترأس فيها الجزائر مجلس الأمن، معتبرا ذلك نجاحا لافتا، أكسبها تقاليدا وأعرافا في التعاطي مع هذه المهمة.
وبخصوص الموقف الجزائري من وقف إطلاق النار في غزة، قال وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج، إن “الجزائر ستتابع هذا الاتفاق بصفتها رئيسا لمجلس الأمن خلال شهر جانفي الجاري”، مضيفا بأن “هذا الاتفاق بتركيبته سيحرص مجلس الأمن على متابعة تنفيذه وتقييمه مرحليا وكذا التدخل لرفع الحواجز أو الاختلالات به إن ظهرت في تطبيقه”.
من جهة أخرى، ولدى تطرّقه إلى الاجتماع الرفيع المستوى لمجلس الأمن الدولي حول مكافحة الإرهاب في إفريقيا، جدّد وزير الدولة، وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، التحذير من تفاقم الظاهرة في إفريقيا. وقال في حوار لقناة “الجزائر الدولية”، والذي جرى بمقر بعثة الجزائر في الأمم المتحدة بنيويورك، إن الاجتماع الذي بادرت به الجزائر يهدف لتسليط الضوء على تفاقم الإرهاب في القارة الإفريقية، بالنظر لثلاثة اعتبارات، أولها تراجع الظاهرة في باقي العالم مقابل توسعها في إفريقيا، وتقوي الإرهاب من حيث التعداد والعتاد.
وقال أحمد عطاف إن الجزائر التي لاحظت في الآونة الأخيرة أن المجموعة الدولية صرفت أنظارها عن آفة الإرهاب القائمة في إفريقيا، توّد من مبادرة الاجتماع الوزاري حول الإرهاب في إفريقيا إعادة إقحام المجموعة الدولية وتسليط الضوء مجددا على هذه الآفة، التي أصبحت تتميز ببعض الخاصيات، أولاها تراجع الإرهاب في عدة أماكن من المجموعة الدولية وتوسّع رقعته في إفريقيا، إضافة إلى تقوّي الإرهاب من ناحية العدد. وفي هذا السياق، قال عطاف: “أصبح من الصعب اليوم التكلم عن مجموعات إرهابية، إنما عن جيوش إرهابية، بالنظر إلى الأعداد الكثيرة التي أصبحت تتمتع بها هذه المجموعات”. أما الخاصية الثالثة، وفقا لرئيس الدبلوماسية الجزائرية فهي تطوّر التسليح لدى المجموعات الإرهابية في إفريقيا التي تحصلت على أسلحة متطوّرة تستعملها في عملياتها، التي وصفها بـ”العسكرية”.
ويوضح وزير الدولة وزير الخارجية الجزائري في حديثه عن آفة الإرهاب أنه “من ناحية العمل العسكري لم نعد نرى هجمات عشوائية وهمجية في تصرف المجموعات الإرهابية، بل أصبحنا نرى تحكّما في التكتيك والإستراتيجيات العسكرية، وهذا ما يدل على تعاظم خطورة الإرهاب في إفريقيا”. وخلص الوزير إلى أن الجزائر ارتأت نظرا لكل هذه المعطيات أنه من المناسب إعادة تسليط الضوء على آفة الإرهاب في إفريقيا، وأكد أحمد عطاف أن “هذه مسؤولية كبيرة ملقاة على الجزائر بحكم أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون هو الناطق باسم إفريقيا في هذا الميدان، وهو المخوّلة له صلاحية متابعة هذا الملف باسم القارة الإفريقية، وهذه المسؤولية خوّله إياها نظراؤه في القارة الإفريقية”.