الرئيس الفلسطيني يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل بما في ذلك العلاقات الأمنية
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه أبلغ الجانبين الإسرائيلي والأمريكي في رسالتين عقب الإعلان عن ما يسمى “صفقة القرن”, بقطع العلاقات مع إسرائيل بما في ذلك العلاقات الأمنية.
وأضاف الرئيس عباس في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب، السبت بالقاهرة، لبحث تداعيات الخطة الامريكية المزعومة للسلام في الشرق الأوسط و أنه أبلغ الولايات المتحدة وإسرائيل رفضه القاطع لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعروفة إعلاميا ب “صفقة القرن” وأنه لا مكان لهذه الصفقة على أي طاولة” كاشفا أنه رفض تسلم “خطة السلام الأمريكية”, وكذلك رفض تلقي الاتصال الذي أجراه به الرئيس الأمريكي.
وأكد الرئيس عباس أن “الخطة الأمريكية للسلام” تتضمن تقسيما زمنيا ومكانيا في المسجد الأقصى, لافتا إلى أن “الأمريكان عندما يقولون إن عاصمتنا في القدس, فإنهم يقصدون قرية (أبوديس) وليس كل القدس التي احتلت عام 1967”. و شدد “لن أقبل بضم القدس لإسرائيل إطلاقا وأن يسجل في تاريخي أنني بعت عاصمتنا الأبدية”.
وأضاف عباس “أن ما بقي لنا في الضفة الغربية وقطاع غزة هو 22% من فلسطين التاريخية, والخطة الأمريكية المعروضة تتنزع بوضوح 30% مما تبقى لنا, كما تتجاهل قضية اللاجئين”.
وقال: “في اعتقادي التام إن ترامب لا يعرف شيئا عن الخطة, إنما من له علاقة بها هو الثلاثي (فريدمان وكوشينر وغرينبلات) , في إشارة إلى السفير الأمريكي لدى إسرائيل دايفيد فريدمان ومستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنر, والمبعوث الأمريكي السابق للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات.
وتابع عباس – في كلمته أمام الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية – : “هم الذين كانوا ينقلون له (ترامب) أفكار نتنياهو, وإنه بمجرد أن قالوا بضم القدس لإسرائيل, فلن أقبل بهذا الحل إطلاقا, ولن أسجل على تاريخي ووطني أنني بعت القدس, فالقدس ليست لي وحدي, إنما لنا جميعا”.
و أوضح “منذ أن استولت أمريكا على ورقة المفاوضات, لم يحصل أي تقدم في القضية الفلسطينية, والتقيت مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 4 مرات, ووفده أتى إلينا 37 مرة,لكن هذه اللقاءات لم تثمر شيئا, رغم أن لقاءنا الأول كان مبشرا”.
وأضاف عباس: ” … أبلغت ترامب بأننا نريد أن نبنى دولة وأن شعبنا يريد أن يعيش بأمن وأمان واستقرار واستقلال, وإنني أؤمن بأننا نستطيع ذلك بدولة منزوعة السلاح, وتفاجئنا بعد شهرين من لقاء إيجابي مع ترامب بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل ووقف ما يقدمه لنا من مساعدات ولوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)”.
ومع ذلك أضاف عباس “ما زلنا نؤمن بالسلام, ونريد أن يتم انشاء آلية دولية متعددة الاطراف, لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية , لن نقبل ابدا أن تكون الولايات المتحدة وحدها وسيطا لعملية السلام”.
وتابع الرئيس الفلسطيني “لا نطلب المستحيل من أحد, ولا نريد أن يقف أحد ضد الولايات المتحدة نريد فقط تأييد موقفنا أي القبول بما نقبله ورفض ما نرفضه”.
وأضاف عباس أنه سيشارك في قمة التعاون الإسلامي ثم القمة الإفريقية, ثم سيتوجه إلى مجلس الأمن, وسيلتقي العديد من المنظمات الدولية وغيرها لإفشال “صفقة القرن”.
وشدد على حق الشعب الفلسطيني في مواصلة نضاله المشروع بالطرق السلمية لإنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أن عقد هذا الاجتماع يأتي “لإطلاع الجميع على موقفنا من الخطة الأمريكية لمنع ترسيمها كمرجعية جديدة”.
ويأتي انعقاد هذا اللقاء, الذي جاء بطلب من دولة فلسطين, لبحث تداعيات تنفيذ خطة السلام التي طرح تفاصيلها الرئيس الأمريكي الثلاثاء الماضي في واشنطن ” كحل -بحسبه- لتسوية النزاع في الشرق الأوسط “.
وتشارك الجزائر في الاجتماع ممثلة في كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الوطنية والكفاءات بالخارج, رشيد بلادهان.