الجزائر تدعو لشراكة أممية-عربية ترسم طريق السلام والاستقرار
أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج الجزائري، أحمد عطاف، في خطاب تاريخي،على ضرورة تعزيز التعاون بين جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن هذه الشراكة باتت ضرورة لا غنى عنها في ظل الأزمات المتفاقمة التي تعصف بالمنطقة العربية.
عطاف، الذي تحدث في اجتماع أممي رفيع المستوى، شكر كلا من أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومحمد خالد خياري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، على رؤيتهم الثاقبة التي سلطت الضوء على أهمية توثيق العلاقة بين المنظمتين لمواجهة التحديات المتزايدة. وقال عطاف: “التعاون بين المنظمتين ليس مجرد خيار، بل واجب تمليه علينا تطورات الأوضاع وحجم التحديات الراهنة.”
وأشار الدبلوماسي الجزائري عطاف إلى أن ثلث الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية تعاني من أزمات مستمرة، مما يجعل هذه القضايا محورا ثابتا على أجندة المجتمع الدولي.
كما استند إلى الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يكرس دور التجمعات الإقليمية في حل النزاعات ضمن نطاقها الجغرافي، داعيا إلى إعطاء الأولوية لآراء من هم على تماس مباشر مع النزاعات لفهم أبعادها وتعقيداتها.
الوزير الجزائري شدد على أن بلاده، التي حملت لواء الدفاع عن القضايا العربية داخل الأمم المتحدة، تسعى لأن تكون جسرا بين المنظمتين، مؤكدا أهمية العمل مع الصومال كدولة عربية أخرى في مجلس الأمن لتحقيق الأهداف المشتركة. وأوضح عطاف أن التحديات التي تواجه العالم العربي، بدءا من القضية الفلسطينية وانتهاء بالنزاعات الداخلية والتدخلات الخارجية، تتطلب استجابة جماعية وصادقة تعيد الاعتبار للعمل الدبلوماسي العربي والأممي.
وقال الوزير عطاف: “اليوم أمامنا فرصة تاريخية لإعادة الزخم لمسار الحل العادل للقضية الفلسطينية، وهو مفتاح تحقيق الأمن في الشرق الأوسط.
كما أن مواجهة التدخلات الخارجية باتت أمرا حتميا، إذ أصبحت هذه التدخلات عاملا مشتركا في تأجيج الأزمات وتهديد وحدة الدول العربية وسلامة أراضيها.”
وفي ختام كلمته، دعا عطاف إلى بناء علاقة تكاملية بين جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة، ترتكز على الحوار المؤسسي والتفاعل الدائم.
وأكد أن هذه الشراكة ليست فقط حاجة عربية، بل مطلب دولي لتعزيز السلام والأمن في منطقة باتت تمثل قلب التحديات العالمية.
بكلمات الدبلوماسي الجزائري أحمد عطاف، تتجدد الدعوة لتوحيد الجهود العربية والدولية في مواجهة أزمات معقدة ومتعددة الأبعاد، بهدف إرساء مستقبل مشترك قائم على السلام والاستقرار.