خلاف بين ايران والغرب حول المدة ورفع العقوبات
وصلت المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 5+1،قبل ساعات من المهلة المفترضة، مرحلة الحسم بعد أن حُلت أغلب الجوانب الفنية، ورغم تصريحات متفائلة تؤكد حصول تقدم ،إلا أن اختلافات جوهرية لاتزال قائمة حول آلية رفع الحظر وتوقيته، حيث تصر طهران بشكل حاسم على رفع جميع العقوبات في إطار الاتفاق وليس بعده.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه سينضم ثانية للمحادثات التي تتواصل في لوزان بشأن برنامج إيران النووي في وقت لاحق اليوم الثلاثاء وإنه يرى أن هناك فرصة جيدة لنجاحها .وأكد،في هذا الخصوص، أن جميع الاحتمالات ‘قابلة للتنفيذ، ما لم يتشدد أي من الأطراف في مواقفه في آخر لحظة.”
بدورها،قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن توصل المفاوضين في سويسرا إلى اتفاق مع إيران للحد من برنامجها النووي سيكون إشارة إيجابية لكنها أوضحت أن المحادثات لم تشهد أي انفراج.وأضافت ميركل في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند ” أنه ينبغي أن يضمن أي اتفاق ألا تمتلك إيران أسلحة نووية لفترة طويلة.
ومنذ نحو أسبوع تحاول الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين كسر الجمود في المفاوضات التي تهدف إلى منع طهران من اكتساب القدرة على تصنيع قنبلة نووية مقابل تخفيف العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.لكن الخلافات على بحوث تخصيب اليورانيوم ووتيرة رفع العقوبات تهدد بعرقلة أي اتفاق يمكن أن ينهي أزمة مستمرة منذ 12 عاما بين إيران والغرب بشأن طموحات طهران النووية وأن يقلل خطر نشوب حرب أخرى في الشرق الأوسط.
ونقل عن مسؤول إيراني اشترط عدم ذكر اسمه القول إن”نقطتي الخلاف الرئيسيتين هما المدة ورفع العقوبات”…إذ يتجادل الجانبان بشأن مضمون النص.
ومنذ أيام يحاول الطرفان الاتفاق على وثيقة موجزة من عدة صفحات تحدد أرقاما أساسية تشكل الأساس لاتفاق مستقبلي. وقال مسؤولون إنهم يأملون أن يتمكنوا من إعلان شيء وإن كان دبلوماسي غربي قال إن الاتفاق سيكون “منقوصا وسيؤجل التعامل مع بعض القضايا.”
واستمرت المفاوضات بين الأطراف بشأن نقاط الخلاف حتى الليل وإلى اليوم الثلاثاء. ومن المتوقع أن تمتد إلى وقت متأخر وربما حتى يوم الأربعاء. وقال مسؤولون إنهم يأملون الاتفاق على إعلان بينما أي تفاهم مبدئي يتم التوصل اليه قد يظل سريا.
لكن مسؤولين في مدينة لوزان السويسرية قالوا إن محادثات اتفاق الإطار – والغرض منه أن يكون تمهيدا لاتفاق شامل بحلول نهاية يونيو حزيران – قد تنهار.
وألغى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير خططا للذهاب الى برلين لحضور قمة فرنسية المانية يوم الثلاثاء. وقال مصدر من الحكومة الألمانية “المفاوضات تمر بمرحلة حرجة وصعبة تجعل وجود الوزيرين في لوزان ضرورة.”
ويقول مسؤولون غربيون وإيرانيون إن المهلة الحقيقية للمحادثات تنتهي في 30 يونيو وليس يوم الثلاثاء.وأضافوا أن نقاط الخلاف الرئيسية لاتزال رفع عقوبات الأمم المتحدة ومطالبة ايران بالحق في البحث وتطوير أجهزة الطرد المركزي بعد انتهاء فترة السنوات العشر الأولى من الاتفاق.
وقال المفاوض الايراني مجيد تختروانجي لوكالة فارس الإيرانية للأنباء “لن يكون هناك اتفاق إذا لم يتسن حل قضية العقوبات… هذه المسألة مهمة جدا بالنسبة لنا.”
وتريد القوى العالمية الست تعليق الأنشطة النووية الحساسة لأكثر من عشر سنوات في حين تطلب طهران في مقابل الحد من أنشطتها النووية إنهاء سريعا للعقوبات الدولية. وتنفي طهران أنها تسعى لتصنيع أسلحة نووية.
وطرحت إيران والقوى الست مقترحات للتسوية لكن الوصول لاتفاق لا يزال بعيد المنال. وقال مسؤولون غربيون إن طهران تراجعت في الآونة الأخيرة عن مقترحات أشارت في السابق إلى أنها قد تقبلها مثل شحن مخزون اليورانيوم المخصب إلى روسيا.
وتهدف المفاوضات إلى ايجاد سبيل لضمان ألا تمتلك إيران خلال السنوات العشر المقبلة على الأقل القدرة على إنتاج مواد انشطارية كافية لتصنيع سلاح نووي في غضون عام اذا قررت ذلك. وفي مقابل وضع قيود على أكثر أنشطتها النووية حساسية تريد طهران رفع العقوبات.