أكدت مجموعة “أ3+” بمجلس الأمن الدولي أن تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا لن يكون إلا عبر حل سياسي شامل يقوده الليبيون أنفسهم، داعية إلى مشاركة واسعة وحقيقية لجميع فئات الشعب الليبي في العملية السياسية.
وفي كلمة ألقتها أمام مجلس الأمن، شددت كارولين رودريغيز، ممثلة غيانا والمتحدثة باسم المجموعة التي تضم الجزائر، الصومال، سيراليون، وغويانا، على أن “استقرار ليبيا وأمنها على المدى الطويل مرتبطان بشكل حاسم بحل سياسي من قبل الليبيين ولأجلهم”، مؤكدة على ضرورة إشراك النساء والشباب في هذه العملية لاستعادة الثقة وضمان مستقبل مستدام للبلاد.
ورغم تسجيل بعض التحسن في الوضع الليبي، أعربت المجموعة عن قلقها من التقدم الضئيل في اعتماد قانون انتخابات يتيح إجراء انتخابات وطنية، معتبرة أن هذه الخطوة ضرورية لكسر الجمود السياسي وضمان استشارة الشعب الليبي في تقرير مستقبله.
كما دعت المجموعة الأمم المتحدة، وبعثتها الخاصة إلى ليبيا، إلى تكثيف الجهود لدعم العملية الانتخابية، مشيرة إلى أهمية اللجنة الاستشارية التي تم تشكيلها حديثًا لتسهيل هذه الانتخابات.
في السياق ذاته، حذرت المجموعة من أي تحركات أحادية الجانب من شأنها تعميق الانقسامات بين الليبيين، مؤكدة أهمية احترام وقف إطلاق النار المتفق عليه.
دعوة لانسحاب المقاتلين الأجانب وحماية الموارد الليبية
كما أعربت مجموعة “أ3+” عن قلقها العميق من تداعيات الأزمات في السودان وسوريا على الوضع في ليبيا، مشددة على ضرورة الانسحاب الفوري وغير المشروط لجميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة من الأراضي الليبية، بما يضمن احترام سيادة واستقلال ليبيا ووحدة أراضيها.
وفيما يتعلق بالموارد الليبية، أكدت المجموعة على أن الثروات الطبيعية، وخاصة النفط، يجب أن تُستخدم لصالح الشعب الليبي، وليس أن تُستغل بشكل غير قانوني.
وأشادت المجموعة بالجهود التي تبذلها الحكومة الليبية في مكافحة الهجرة غير الشرعية، والاتجار بالبشر، وتهريب الأسلحة، إلى جانب تأمين الحدود وحمايتها من الشبكات الإجرامية.
كما جددت تأكيدها على أن استقرار ليبيا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعمل المستمر والجاد للجنة العسكرية المشتركة (5+5)، والتي تسعى لإيجاد حلول ملموسة لإنهاء النزاع وتحقيق الاستقرار.
تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار التحديات السياسية والأمنية في ليبيا، وسط جهود دولية وإقليمية لتسريع العملية الانتخابية وضمان انتقال سلمي للسلطة، في وقت يبقى فيه مستقبل البلاد مرهونًا بإرادة الليبيين وتوافقهم على مسار سياسي جامع ومستدام.
