دو فيلبان يدافع عن الجزائر في وجه الهجمات الفرنسية
في خضمّ الهجمات المتكررة التي تستهدف الجزائر من دوائر اليمين المتطرف في فرنسا، أطلق رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، دومينيك دو فيلبان، تصريحات مثيرة خلال ظهوره على قناة “فرانس أنفو” اليوم الإثنين.
وأعرب عن انتقاده للاتهامات الموجهة للجزائر، مؤكداً أنها “تتجاوز الحقيقة بكثير” ولا تعكس الواقع.
وقال دو فيلبان، رداً على سؤال حول رفض الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون زيارة فرنسا في الظروف الحالية، إن “فرنسا لا يمكنها تجاهل الجزائر في بحثها عن حلول لمشاكلها”، في إشارة إلى أن تحميل الجزائر مسؤولية كل الأزمات هو سلوك خاطئ تتبعه القيادة السياسية الفرنسية الحالية.
انتقاد لتدهور العلاقات ودعوة للحوار
وأشار دو فيلبان إلى تدهور العلاقات بين البلدين قائلاً: “للأسف، شهدت العلاقات بين فرنسا والجزائر تراجعاً مستمراً في السنوات الأخيرة، مع تصاعد الاتهامات غير المبررة.” وتحدث عن ضرورة العودة إلى “العقلانية” في التعامل مع الجزائر، مؤكداً أن تحميل الجزائر مسؤولية مشكلات فرنسا ليس الحل، وأن الحلول يجب أن تأتي من خلال التعاون والحوار.
موقف صريح من الذاكرة التاريخية
وفي حديثه عن تاريخ الاستعمار الفرنسي في الجزائر، قال دو فيلبان: “إذا نظرنا إلى الماضي، كما فعل العديد من المؤرخين، سنجد أن هناك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت.” وأضاف أن محاولة بعض السياسيين الفرنسيين تحريف هذا التاريخ أو التقليل من فظاعته أمر غير مقبول.
انتقاد لموقف ماكرون من الصحراء الغربية
وتطرق دو فيلبان إلى الأزمة الحالية بين الجزائر وفرنسا، والتي اشتعلت بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمه للموقف المغربي في قضية الصحراء الغربية. وأكد دو فيلبان أن “التواصل مع المغرب كان ينبغي أن يتم في إطار الأمم المتحدة وبالتنسيق مع الجزائر”، مشيراً إلى أهمية العمل الجماعي في حل القضايا الدبلوماسية.
رفض استغلال اتفاقية 1968
وفيما يتعلق بالجدل حول اتفاقية 1968 التي تنظم حركة الأشخاص بين الجزائر وفرنسا، شدد دو فيلبان على أن “استغلال هذه الاتفاقية لأغراض سياسية يعد بمثابة فتح حرب ذاكرة مع الجزائر”، داعياً إلى التركيز على التعاون المشترك والحوار بدل المواجهة.
رسالة دعم للقضايا العادلة
كما عرف دو فيلبان بمواقفه الداعمة للقضايا العادلة، بما فيها القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية، وتصريحاته الأخيرة، جاءت في سياق هجمات يمينية متطرفة على الجزائر حول ملفات الهجرة والذاكرة واتفاقية 1968. ي
عكس حديثه رغبة في الحفاظ على علاقة متوازنة بين الجزائر وباريس، مع التأكيد على أهمية احترام التاريخ المشترك بين البلدين.