بارزاني يصر على الاستفتاء ويطالب دول الجوار بالحوار
دعا رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الأكراد للتوجه الى صناديق الاقتراع والتصويت بنعم في الاستفتاء على الانفصال المقرر في الخامس والعشرين من الشهر الجاري. جاء ذلك في كلمة ألقاها في أربيل أمام الآلاف من الأكراد الداعمين للانفصال.
وقال بارزاني إن الإقليم مستعد للحوار لكن عقب اجراء الاستفتاء مشددا على أن التصويت سيجري في موعده المقرر رغم اي تهديدات أو تحذيرات. وأوضح أن أكراد العراق لم يعد بامكانهم العيش تحت حكم السلطة في بغداد مشيرا الى انهم سعوا في طريق الشراكة مع الحكومة الاتحادية عدة مرات لكن مساعيهم باءت بالفشل. وامتدح بارزاني قوات البيشمركة الكردية التي نجحت في التصدي لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية رغم ضعف الإمكانيات، على حد وصفه.
وكانت الامم المتحدة وكذلك الولايات المتحدة انتقدتا اجراء الاستفتاء لأنه سيثير الانقسامات في العراق. كما لوحت تركيا وإيران المجاورتين باغلاق الحدود وتوقيع عقوبات وهددتا بالتدخل العسكري اذا ما أجري الاستفتاء. وحذرت حكومة بغداد من احتمال استخدام القوة ضد أربيل اذا ما اثار الاستفتاء اعمال عنف في البلاد.
وقال بارزاني في خطابه “بعد عام 2003 اعتقدنا أن هناك فرصة لعراق جديد بعد كل الظلم الذي تعرض له شعب كردستان، لكن للأسف تبين لنا بعد فترة قصيرة أن أغلبية السياسيين الموجودين في بغداد ينتهجون ذات ممارسات النظام السابق وتوصلنا منذ سنوات لقناعة بعدم امكانية البقاء مع بغداد”. وأضاف أن “قرار الاستفتاء اتخذ قبل 7 يونيو/ حزيران لكنهم كانوا يظنون أنه مجرد ورقة ضغط أو مخرج للخلاص من الأزمات الداخلية وعولوا على انقسام كردستان لكن الاستفتاء خرج عن كونه قرار حزب أو جهة واحدة”.
لكن بارزاني أكد في الوقت نفسه أن الحوار مع بغداد يمكن أن يبدأ بعد الاستفتاء، لا قبله، متهما الحكومات العراقية المتوالية منذ سقوط نظام صدام حسين بتحويل الدولة العراقية إلى دولة مذهبية بدلاً من دولة مدنية. وأردف قائلا “لم نعلن الاستفتاء لترسيم الحدود أو لفرض الأمر الواقع بل ليقول الشعب إنني موجود”، مؤكداً أنه “سيتوجه إلى بغداد من أجل الحوار بعد إجراء الاستفتاء”.
وأشار بارزاني إلى أن حكومة الإقليم ذهبت إلى بغداد قبل إجراء الاستفتاء للحوار في موضوع إجرائه، لكن بغداد لم تأخذ الأمر على محمل الجد. ودعا الدول المجاورة إلى الجلوس الى طاولة الحوار لمناقشة ما يثير مخاوفهم من انفصال إقليم كردستان، بدلاً من استخدام أسلوب التهديد. ورداً على بيان مجلس الأمن الدولي قال بارزاني “إننا مستعدون وبجدية للتعاون مع جوارنا العراقي والتحالف الدولي في الحرب على داعش، وسنكون أكثر صرامة”.