انعقاد ندوة برلمانية مشتركة بمدريد لدعم الشعب الصحراوي
نظمت مساء أمس الخميس بالبرلمان الإسباني بمدريد ندوة برلمانية مشتركة للتضامن مع الشعب الصحراوي دعا فيها المشاركون إلى الضغط على رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز لدفعه إلى مراجعة موقفه بخصوص الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في أفريقيا.
وعرفت الندوة التي انعقدت عشية انطلاق الدورة الـ47 للندوة التنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي والتضامن معه (أوكوكو) بمدينة طليطلة الإسبانية مشاركة نواب قدموا من عدة بلدان من أفريقيا و أوروبا و أمريكا اللاتينية إضافة إلى مجموعات برلمانية إسبانية متضامنة مع القضية الصحراوية.
كما شارك في هذه الندوة رئيس الأوكوكو، بيار غالاند ووفد صحراوي يتكون من ممثل جبهة البوليساريو بإسبانيا عبد الله عربي و سفير الصحراء الغربية بالجزائر عبد القادر طالب عمر.
وكانت الجزائر ممثلة بوفد قوي يضم أعضاء من غرفتي البرلمان بقيادة رئيس المجموعة البرلمانية للصداقة والأخوة “الجزائر-الصحراء الغربية”، ميلود تيسوح و رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية و المالية بمجلس الأمة، ميلود حنفي.
وفي الكلمة التي ألقاها أمام المشاركين في الندوة، تطرق ميلود تيسوح إلى ضرورة ” تجسيد المبادرة الرامية إلى استحداث شبكة برلمانية دولية لصالح حق تقرير المصير للشعب الصحراوي، إحدى توصيات ندوة +أوكوكو+ التي انعقدت في أكتوبر2017 في باريس”.
في هذا الصدد، حرص السيد تيسوح على التأكيد على أن ” الجزائر بادرت بتنظيم ندوة برلمانية دولية مطلع السنة المقبلة”، مشيرا إلى أنه من أهداف هذا الحدث “استكمال المساعي الضرورية لإنشاء هذه الشبكة وتزويدها بهياكل دائمة”.
كما دعا رئيس المجموعة البرلمانية للصداقة والأخوة “الجزائر-الصحراء الغربية” إلى “تشجيع الأنشطة المشتركة بين البرلمانيين، وتفعيل الدبلوماسية البرلمانية داخل الحكومات الوطنية والعمل على حث المنظمات البرلمانية الإقليمية والقارية والدولية للدفاع عن قضية الشعب الصحراوي”.
* عدم تحمل إسبانيا لمسؤولياتها تجاه الشعب الصحراوي *
من جهته، أكد رئيس المجلس الوطني الصحراوي، حمة سلامة، أن “كفاح الشعب الصحراوي يمثل تحديا كبيرا بالنسبة لضمير البشرية عموما وإحدى مظاهر التناقضات وسياسات الكيل بمكيالين” في التعامل مع النزاعات.
وفي كلمة ألقاها باسمه نائبه سالك المهدي، أدان المسؤول الصحراوي تراجع رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، عن موقفه ازاء الصحراء الغربية، مشيرا إلى أن “اسبانيا الرسمية لم تتحمل الحد الأدنى لمسؤوليتها التاريخية والقانونية والأخلاقية تجاه الشعب الصحراوي”.
وأردف بالقول “سلمت إسبانيا الشعب الصحراوي إلى آلة الحرب المتمثلة في المملكة المغربية، التي لا تزال ترتكب أشكالا مختلفة من الجرائم أمام العالم بأسره مع تواطؤ اسبانيا الرسمية الديمقراطية”.
وفي هذا الصدد، دعا البرلمان الإسباني “إلى العمل على تصحيح الخطأ الجسيم الذي ارتكبه بيدرو سانشيز تجاه حقوق الشعب الصحراوي”.
من جهته دعا رئيس أوكوكو، بيير غالاند إلى التضامن مع الشعب الصحراوي والشعب الفلسطيني الذي يتعرض حاليا إلى اعتداء صهيوني في غزة، حيث استشهد الآلاف من الفلسطينيين .
وفي هذا السياق، دعا ندوة أوكوكو إلى إدانة تواطؤ أوروبا مع الكيان الصهيوني والمغرب، على اعتبار أنهما “شريكان في التعاون لفترة طويلة”.
يذكر أن الندوة البرلمانية المشتركة للتضامن مع الشعب الصحراوي اختتمت ببيان ختامي تمت من خلاله دعوة الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها من خلال السماح بإجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية.