المغرب: إحالة 22 موقوفا على النيابة العامة على خلفية أحداث جرّادة
أحالت شرطة مدينة وجدة المغربية، 22 موقوفا على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف، بينهم أربعة قاصرين، على خلفية احتجاجات جرّادة.
قال محامي الموقوفين عبد الحق بنقادي، إن النيابة العامة، احالت القاصرين الأربعة من مجموع الموقوفين، إلى قاضي التحقيق، الذي قرّر بدوره وضعهم بمركز حماية الطفولة في انتظار عرضهم مجدّدا بجلسة مقرّرة يوم 27 مارس الجاري.
ويواجه الموقوفون، تهما تتمثل في ” إهانة موظفين عموميين أثناء أداء مهامهم، والمشاركة في أعمال عنف ضدهم والعصيان ومقاومة ومحاولة منع أشغال قامت بها السلطة العمومية”.
وبدأت احتجاجات جرّادة بتاريخ 22 ديسمبر الماضي، بعد مقتل شابين شقيقين في منجم عشوائي للفحم، وبعدها لقي شخص ثالث حتفه في شهر فيفري الماضي في منجم آخر، ما رفع من وتيرة الاحتجاجات.
وكان الأمن المغربي، أوقف يوم الأربعاء الماضي تسعة “9” نشطاء من ” حراك جرّادة”، بعد مواجهات مع قوات الأمن، أسفرت عن جرحى بينهم عشر”10″ إصابات خطيرة ” متظاهران و8 عناصر أمن” حسب تصريحات رسمية.
وجاءت أحداث الأربعاء الماضي، بعد أن منعت الداخلية المغربية مظاهرات بجرّادة بحجة أنها ” غير مرخصة”.
وفي العاشر فيفري الماضي، أعلن رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، عن قرارات لصالح سكان جرّادة، أبرزها توفير 3 آلاف هكتار للاستغلال الفلاحي.
وتعد جرّادة التي تبعد عن ولاية وجدة بنحو 60 كلم، ولاية جبلية، اشتهرت بمناجم الفحم الحجري، ويقدر عدد سكانها بنحو 43 ألف. وبعد إيقاف العمل بالمناجم، انهار اقتصاد الولاية، رغم المساعي الحثيثة التي تبذلها الحكومة المغربية.
تاريخيا، تشير المعلومات المتوفرة إلى أن المحتل الفرنسي، اكتشف الفحم الحجري في جرّادة عام 1927، وشرع في توفير تجهيزات تسمح له باستغلال هذه الثروة من نوع” الانتراست”، ويعد من بين أجود انواع الفحم الحجري في العالم، ما ساهم باتساع اليد العاملة بالمنطقة، التي أصبحت مصدر رزق لعشرات آلاف العائلات المغربية.
وفي عام 2001، قرّرت الحكومة المغربية إغلاق مناجم الفحم بجرّادة بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج، وفي المقابل تعهّدت بتوفير بدائل اقتصادية لسكان المنطقة، وهي ” وعود لم تنجز”، ما ساهم في انتشار البطالة بشكل ملحوظ، وكان ذلك عاملا كافيا دفع بمعظم الشباب إلى مغامرة البحث عن الفحم الحجري بطرق غير آمنة، عبر حفر آبار تقليدية تسمى محليا” الساندريات”، يتراوح عمقها ما بين 50 و80 مترا، وبسبب ذلك لقي عمال مصرعهم في حوادث مؤلمة، وأصيب آخرون بأمراض مزمنة بسبب الحفريات، واستنشاق غازات سامة تحت الأرض وغبار الفحم الذي يقول علماء غنه سبب رئيس في الإصابة بمرض السحار السيليسي أو “السيليكوزيس” وهو مرض رئوي.