الجزائر تُجدد التزامها بالسلام والشرعية الدولية وتدعو إلى حوار عالمي شامل
في كلمة استثنائية حملت رؤية الجزائر الواضحة والتزامها الثابت بتعزيز الحوار والتعاون الدولي، ألقى وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيد أحمد عطاف، كلمته في الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الذي ينعقد في مدينة كاشكايش البرتغالية.
استهل الوزير كلمته بتقديم الشكر للدولة المضيفة على كرم الضيافة وحسن التنظيم، معربًا عن تقديره لاختيار موضوع الجلسات الذي يسلط الضوء على أهمية تعزيز الوحدة والسلام في وقت يعيش فيه العالم على وقع تحولات خطيرة تهدد استقرار العلاقات الدولية.
تحدث عطاف عن واقع عالمي يواجه أزمات تهدد بتفكك القواعد الناظمة للعلاقات الدولية وتصعيد منطق القوة المفرطة، مما يعزز النزعات الأحادية والانغلاق على الذات.
واعتبر الوزير الجزائري ،أن هذه التحولات تجد تجسيدها الواضح في الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين واللبنانيين، إلى جانب الانتهاكات المستمرة التي تطال دول الجوار الفلسطيني.
وشدد على أن هذه الأزمات ليست صراعًا بين الحضارات، بل صراعًا على النفوذ والهيمنة، وسعيًا من الأقوياء إلى إخضاع الضعفاء والاستيلاء على حقوقهم المشروعة.
وفي معرض حديثه، دعا الوزير إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية وجريئة لتقوية أدوار المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، التي تواجه محاولات متواصلة لتهميش دورها.
كما شدد على أهمية حماية النظام الدولي متعدد الأطراف، وتعزيز احترام القانون الدولي كركيزة أساسية لضمان العدالة والاستقرار في العالم.
وفي الاخير ،أختتم عطاف كلمته بتعبير عميق عن قناعة الجزائر بأن الصراعات الحالية ليست قدرًا حتميًا، وأن الإرادة الدولية الصادقة كفيلة بكسر هذه الدوامة وفتح أبواب الأمل أمام الشعوب لبناء مستقبل أكثر عدلًا وسلامًا.
واستشهد رئيس الدبلوماسية الجزائرية، بحكمة إفريقية تؤكد أن الإنسان قادر على أن يكون الأسوأ والأفضل، مشيرًا إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في اختيار الطريق نحو الأفضل.
كلمة الوزير أحمد عطاف عكست رؤية الجزائر الملتزمة بتعزيز الحوار وبناء جسور التفاهم بين الشعوب، مجسدة دورها الفاعل في دعم النظام الدولي والعمل على تحقيق السلام العالمي.