الجزائر تؤكد مرة أخرى دورها المحوري في مكافحة الإرهاب العالمي خلال جلسة رفيعة المستوى بمجلس الأمن الدولي. في كلمته، ألقى وزير الشؤون الخارجية الجزائري الضوء على التهديد المتزايد للإرهاب في إفريقيا، مؤكدا أنه لم يعد تهديدا محليا يقتصر على القارة، بل أصبح خطرا عالميا يستدعي استجابة شاملة من المجتمع الدولي.
الوزير الجزائري، استعرض إحصائيات مروعة تظهر تضاعف الهجمات الإرهابية في إفريقيا بأكثر من 400% خلال العقد الأخير، مشيرا إلى أن منطقة الساحل أصبحت المركز الجديد للإرهاب العالمي، حيث تسجل ما يقارب نصف الوفيات الناتجة عن الإرهاب على مستوى العالم.
كما أكد أن الجماعات الإرهابية باتت تعمل كـ”جيوش إرهابية”، تسيطر على مساحات واسعة وتستخدم وسائل تمويل متطورة تشمل الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية والتكنولوجيا الحديثة.
في كلمته، شدد الوزير على ضرورة استلهام الدروس من التجربة الجزائرية التي نجحت في التصدي للإرهاب خلال تسعينيات القرن الماضي، موضحا أن هذا النجاح تحقق بفضل تماسك المؤسسات الوطنية والتعاون الوثيق بين مختلف الجهات، مع دور فاعل للمجتمع المدني.
الجزائر دعت إلى تعزيز التعاون الدولي وتطوير شراكات قوية بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لضمان مواجهة فعالة لهذا الخطر.
وبالمناسبة، أكد الوزير عطاف أن العالم لم يعد بإمكانه تجاهل ما يحدث في إفريقيا، حيث أن تداعيات الإرهاب تتجاوز القارة وستؤثر بشكل مباشر على الأمن العالمي.
الوزير أكد أن الجزائر ستواصل تحمل مسؤوليتها كدولة رائدة في مكافحة الإرهاب على مستوى القارة، مستعرضا المبادرات التي أطلقتها البلاد لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية.
كما دعا المجتمع الدولي إلى تقديم دعم أكبر لإفريقيا، ليس فقط في الجانب الأمني، ولكن أيضا في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية للقضاء على الأسباب الجذرية للإرهاب.
وفي ختام الكلمة، جددت الجزائر التزامها بتعزيز السلام والاستقرار في إفريقيا، مؤكدة أن نجاح القارة في التغلب على الإرهاب سيمثل انتصارا عالميا.
الوزير دعا إلى استغلال اللحظة التاريخية الحالية للعمل بجدية على وضع حد لهذا التهديد المتنامي، وضمان مستقبل آمن ومستقر للقارة الإفريقية وللعالم بأسره.
