الجزائر تدعو لتعزيز الشراكة الإفريقية-الروسية لبناء مستقبل مشترك وتحدي الهيمنة الدولية
في كلمته خلال المؤتمر الوزاري الأول للشراكة الإفريقية-الروسية في سوتشي، عبّر وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج عن شكر الجزائر لروسيا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والتنظيم المحكم، مشيداً بجمال مدينة سوتشي وواصفاً إياها بـ”لؤلؤة البحر الأسود”.
وأكد دعم الجزائر الكامل لتأسيس آلية شراكة قوية وفاعلة بين إفريقيا وروسيا لتعزيز التعاون وتطوير منظومة مؤسسية تدفع بالشراكة إلى مستويات أعلى.
وأشار الوزير إلى أن هذه الشراكة تعتمد على إرث تاريخي مشترك بين إفريقيا وروسيا يعود إلى دعم روسيا الثمين للدول الإفريقية في مرحلة النضال ضد الاستعمار والهيمنة الأجنبية.
وبالمناسبة ذكر أن الجزائر، التي لطالما دافعت عن قضايا القارة الإفريقية في مختلف المحافل، ترى في هذه الشراكة وسيلة هامة لتعزيز التنمية الشاملة، وتطمح إلى تحقيق نموذج متكامل للعلاقات الدولية يقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وأكد الوزير أن الجزائر تتطلع إلى شراكة تجمع بين الأصدقاء الحقيقيين، متجاوزة طابع الشراكات التقليدية، لكونها تستند إلى ثقة راسخة وعلاقات ودية ورؤية مشتركة نحو عالم جديد أكثر استقراراً وعدالة.
وشدد على أن هذه الشراكة ليست فقط وسيلة للدفاع عن مصالح إفريقيا، بل منصة مهمة لصياغة نظام عالمي أكثر توازناً يستجيب لاحتياجات الشعوب الإفريقية ويمنحها مكانتها المستحقة.
وأعرب الوزير عن أهمية وضع لبنة جديدة لبناء شراكة فعالة تحقق أهداف قمتي سوتشي وسانت بطرسبرغ وتترجم تطلعات الدول الإفريقية.
كما أشاد بالأولويات التي حددها المؤتمر، والتي تتماشى بشكل كامل مع طموحات القارة الإفريقية وتطلعاتها إلى تنمية مستدامة وتحقيق الاستقلالية الاقتصادية.
وذكر الوزير أن الجزائر تؤمن بضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين إفريقيا وروسيا وزيادة حجم المبادلات التجارية بين الجانبين، مؤكداً أن إفريقيا شريك ملتزم وموثوق، تسعى إلى بناء علاقات عادلة ومتوازنة تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي ختام كلمته، عبّر الوزير عن تقديره لدور روسيا ودعمها المتواصل للدول الإفريقية، مؤكداً أن الجزائر ملتزمة بالعمل مع روسيا وشركائها الأفارقة لتعزيز مكانة إفريقيا في الساحة الدولية وتحقيق رؤية مشتركة تضع القارة في قلب التوازنات العالمية، بما يعكس طموحات شعوبها ويحقق لها المزيد من الاستقرار والتقدم.