برئاسة الجزائر:مجلس الأمن يطالب بوقف جرائم الاحتلال وفتح تحقيق دولي في إبادة غزة
أكد المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، خلال اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي، الذي عُقد اليوم الجمعة برئاسة الجزائر، على الحاجة الملحة لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة بشكل فوري ودون شروط. كما دعا إلى فتح تحقيق دولي شامل ومستقل حول الجرائم المرتكبة بحق المدنيين والمنشآت الصحية، مشددا على ضرورة مساءلة مرتكبي هذه الانتهاكات الجسيمة وفقا للقانون الدولي الإنساني.
وأوضح بن جامع خلال كلمته، التي نقلها التلفزيون الجزائري العمومي، أن الاحتلال الصهيوني يستهدف بشكل ممنهج المستشفيات والمراكز الصحية بغرض تدمير النظام الصحي في غزة، مشيرا إلى أن هذه الممارسات تندرج ضمن سياسة تطهير عرقي تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
وقال المندوب الجزائري: “إن الهجمات المستمرة تهدف إلى إطفاء الأمل في نفوس الفلسطينيين، وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة من خلال تدمير البنية التحتية الطبية”.
وكشف بن جامع استنادا إلى تقارير مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن العدوان الصهيوني أدى إلى تدمير 27 مستشفى و12 مرفقا طبيا، بالإضافة إلى تضرر 130 سيارة إسعاف، مما أدى إلى خروج 53% من المستشفيات عن الخدمة بالكامل، مع بقاء 6 مراكز إسعاف أولية فقط قيد العمل.
وأسفر العدوان أيضا عن استشهاد أكثر من 1057 من العاملين الصحيين، بينما يحتاج أكثر من 14 ألف مريض إلى إجلاء طبي عاجل خارج القطاع.
وأكد الدبلوماسي الجزائري أن القانون الدولي يلزم جميع أطراف النزاع بحماية المنشآت الصحية والعاملين الطبيين، مذكرا بالقرار 2286 الصادر عن مجلس الأمن، والذي يدعو إلى الالتزام التام بالقانون الإنساني الدولي.
وبالمناسبة أضاف نفس المتحدث: “بان ما يحدث في غزة هو تجاهل صارخ لسيادة القانون الدولي وكأن هذا القانون غير موجود، الأمر الذي يستدعي فتح تحقيق دولي ومساءلة كاملة لكل من تورط في هذه الجرائم”.
وجاء هذا الاجتماع بدعوة من الجزائر، التي تترأس مجلس الأمن الدولي لشهر جانفي، لتسليط الضوء على الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، في خطوة تؤكد التزام الجزائر بدورها المحوري في الدفاع عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وفي ختام كلمته، شدد بن جامع على أن مجلس الأمن يتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية في ضمان حماية المدنيين وإنهاء العدوان على غزة، مؤكدا أن الجزائر ستواصل جهودها الدبلوماسية لإعلاء صوت الحق والعدالة ودعم الشعب الفلسطيني حتى استعادة كامل حقوقه المشروعة.