الجزائر وجنوب إفريقيا: رؤية جديدة لشراكة تاريخية واقتصادية متينة
في إطار الدورة السابعة للجنة الثنائية العليا للتعاون بين الجزائر وجنوب إفريقيا، ألقى السيد أحمد عطاف، وزير الدولة ووزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، كلمة أكد فيها على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين وضرورة تعزيزها في مختلف المجالات.
استهل الوزير كلمته بالترحيب الحار بمعالي السيد رونالد لامولا، وزير العدل والتنمية الدستورية الجنوب إفريقي، والوفد المرافق له، متمنيًا لهم إقامة طيبة في الجزائر.
وأشار إلى أن هذه الاجتماعات تمثل فرصة لتنسيق الجهود والعمل المشترك لتحقيق نتائج تلبي طموحات الشعبين، تمهيدًا لعرضها على قائدي البلدين خلال رئاستهما للجنة الثنائية العليا.
وأعرب الوزير عن سعادته بزيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس سيريل رامافوزا إلى الجزائر، تلبية لدعوة أخيه الرئيس عبد المجيد تبون، مؤكدًا أن هذه الزيارة ستسهم في دفع العلاقات التاريخية والمتينة بين البلدين إلى مستويات أرقى.
كما أشار إلى تزامن هذه الزيارة مع الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وجنوب إفريقيا، والتي شهدت عقودًا من التضامن والنضال المشترك ضد الاستعمار ونظام الفصل العنصري، وترسيخ تقاليد التشاور والتنسيق والدعم المتبادل على المستويات الثنائية والقارية والدولية.
وأكد الوزير على تطابق مواقف البلدين في الدفاع عن القضايا العادلة، مشيرًا إلى دعمهما الثابت للقضية الفلسطينية ووقوفهما إلى جانب الشعب الصحراوي في سعيه لممارسة حقه في تقرير المصير، وفقًا للقرارات الدولية.
ودعا إلى تكثيف الجهود لوضع أسس شراكة اقتصادية صلبة وواعدة، تستغل الإمكانات الهائلة التي يمتلكها البلدان، من خلال تحديد أولويات التعاون، وخلق بيئة مواتية لتكثيف التواصل بين المتعاملين الاقتصاديين، وزيادة قيمة الاستثمارات والمبادلات التجارية.
وفي هذا السياق، رحب الوزير بتنظيم منتدى لرجال الأعمال على هامش هذه الدورة، ومعارض دورية للتعريف بالمنتجات الوطنية، مثل معرض “المنتجات الجزائرية” المزمع تنظيمه في جنوب إفريقيا مطلع العام المقبل.
واختتم كلمته بالتأكيد على استعداد الجزائر للعمل مع جنوب إفريقيا لتعزيز العلاقات السياسية وتوطيد الشراكة الاقتصادية، وتعميق أواصر الأخوة بين الشعبين الشقيقين.