الرئيس بوتفليقة يستقبل وزير الشؤون الخارجية الاسباني
استقبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة امس السبت بالجزائر وزير الشؤون الخارجية الاسباني خوسي مانويل غارسيا-مارغالو مارفيل الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر.
وجرى اللقاء بحضور وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة.
و يقوم وزير الشؤون الخارجية الاسباني بزيارة رسمية إلى الجزائر تدوم يومين بدعوة من نظيره الجزائري رمطان لعمامرة.
و تندرج زيارته في إطار تعميق التشاور و الحوار السياسي طبقا لمعاهدة الصداقة و التعاون و حسن الجوار التي وقعت بين البلدين في أكتوبر 2002 .
كما تدخل في إطار التحضير للاجتماع الـ 6 الرفيع المستوى الجزائري-الاسباني المقرر خلال الثلاثي الأخير من سنة 2014 .
و نظم السبت على هامش هذه الزيارة منتدى اقتصادي جزائري-اسباني بمشاركة أكثر من ستين مؤسسة اسبانية تنشط بالجزائر.
اسبانيا عازمة على تعزيز شراكتها الاقتصادية مع الجزائر
هذا و أكد وزير الشؤون الخارجية الاسباني على استعداد بلاده لتعزيز تعاونها مع الجزائر سيما في قطاعات الطاقة و الصناعات الغذائية و الموارد المائية.
و أوضح السيد مارغالو خلال المنتدى الاقتصادي الجزائري-الاسباني إن “اسبانيا تريد تعزيز شراكتها مع الجزائر حول مسائل ملموسة سيما في مجالات السياحة و الصناعات الغذائية و الموارد المائية و النقل و المحروقات و الطاقات المتجددة“.
و أشار وزير الشؤون الخارجية الاسباني إلى إنشاء فوج عمل من اجل تعزيز التعاون الثنائي معتبرا الجزائر “الشريك الذي يحظى بالأولوية” لدى اسبانيا و الذي يحتل “مكانة هامة في أجندتها السياسية على المستوى الدولي“.
وأضاف قائلا “إننا نتجه نحو إنشاء فوج عمل لإرساء تعاون اقتصادي ثنائي يتكون من مجموعات فرعية حول مسائل ملموسة سيما في ميادين السياحة و الصناعات الغذائية و الموارد المائية و النقل و المحروقات و الطاقات المتجددة“.
كما أكد رئيس الدبلوماسية الاسبانية أن الأمر يتعلق اليوم باستغلال الإمكانيات الطاقوية لشمال إفريقيا سيما المخطط المتوسطي للطاقة الشمسية و المدعم بربط و نقل الغاز النيجيري نحو شمال إفريقيا.
و أوضح في هذا الصدد “انه يجب أولا الانتهاء من عمليات الربط بشبه الجزيرة الأيبيرية (اسبانيا و البرتغال) و بقية أوروبا مما سيسمح بجلب الغاز والطاقات المتجددة من شمال افريقيا نحو كامل الاتحاد الأوروبي“.
و تابع يقول آن المشكل يكمن حاليا في تبعية أوروبا طاقويا لروسيا التي توفر 24 % من احتياجات بلدانها ال28 و جزء منها يمر على ايطاليا.
لقد حان الوقت -حسب الوزير الاسباني- “للاستفادة من الجوار بين شمال إفريقيا و الاتحاد الأوروبي” معلنا عن احتضان مدينة اليكانت يوم الأربعاء لقاء يضم 7 وزراء متوسطيين و كذا اجتماع لمجموعة 5+5 بلشبونة (البرتغال).
و أضاف “أنها مناسبة لاستخلاص نتائج ما حصل و جعل شمال إفريقيا إحدى المصادر الطاقوية الأكثر أهمية لأوروبا” مذكرا بان 50 بالمائة من الغاز الاسباني يأتي من الجزائر.
و حول إمكانية استثمار المتعاملين الجزائريين في اسبانيا، أكد السيد مارغالو أن “القانون الاسباني حول الاستثمارات يعد من بين القوانين الأكثر مرونة في العالم” حيث تنظم لقاءات دورية مع الشركات الأجنبية التي تنشط في اسبانيا من اجل تحديد الصعوبات و تسهيل العمل الاستثماري.
كما أكد “أننا في الاستماع للشركات الجزائرية التي تريد الاستثمار في اسبانيا و الوقوف على ما يجب فعله مع الحكومة لجعل الاستثمار أكثر سهولة“.
السياحة احد أهم القطاعات الواعدة في مجال التعاون
في هذا الصدد أكد وزير السياحة و الصناعات التقليدية السيد محمد امين حاج سعيد بان التعاون في القطاع السياحي الجزائري-الاسباني قد تم التطرق إليه خلال الصالون الدولي للسياحة مع كاتبة الدولة الاسبانية المكلفة بالقطاع.
و أضاف انه قد تم خلال هذا اللقاء بعث و دراسة مذكرة التفاهم بين البلدين خلال الاجتماع الأول الذي جرى بالجزائر في مارس الأخير و الذي تم خلاله تحديد عدة نقاط من اجل تعزيز هذا القطاع.
واعتبر السيد حاج سعيد أن الأمر يتعلق “بتطوير التكوين المتمثل في إشراك أصدقائنا و أشقائنا الأسبان في التكوين السياحي ثم استثمار المتعاملين الأسبان في المشاريع الفندقية و الشراكة من اجل تسيير الهياكل الفندقية“.
في هذا السياق أعلن الوزير “أن لقاء سينظم في شهر نوفمبر المقبل بين مستثمري البلدين“.
كما أشار إلى ضرورة التأكيد أيضا على استعمال الإمكانيات التكنولوجية الأكثر تطورا و التكنولوجيات الجديدة للإعلام و الاتصال من اجل المساهمة في ترقية و إنعاش وجهة الجزائر من خلال مخطط اتصال مناسب.
و خلص في الأخير إلى “أن اسبانيا تعد مثالا سياحيا يستحق أن نستلهم منه و كذلك تجربة ينبغي الاستفادة منها. و نحن ننتظر مرافقة في بعث سياحة ايكولوجية تلائم خصوصيات القران ال21“.