وزير الثقافة يؤكد ان ثقافة “السوسيال” انتهت
كشف وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، أن مصالحه توصلت مؤخرا إلى وضع دفتر شروط عام لكل المهرجانات الثقافية المؤسسة. وقال إنه تم الاحتفاظ بالمهرجانات التي حققت النجاعة، موضحا أنه تم مراعاة الصرامة والمرافقة الإيجابية لكل الفعاليات الثقافية، بعد أن كانت تخضع في السابق
لإنفاق كبير دون الخضوع لعملية المتابعة.
ذكر وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، خلال ندوة صحفية عقدها أمس، بقصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة، أن دفتر الشروط الجديد ”سيُمكن من وضع المهرجانات الثقافية على طريق المهنية، وسيُجنب المشرفين عليها الوقوع في الأخطاء التي تسبب لهم المتاعب لاحقا، قد تصل أحيانا إلى أروقة العدالة”.
وبغية تجنب الوقوع في مثل هذه الأخطاء، اقترح ميهوبي تنظيم دورات تكوينية بخصوص كيفية تنظيم المهرجانات وكيفية تسيير أموالها، معتبرا أن دفتر الشروط الذي وضعته وزارة الثقافة مؤخرا يهدف أساسا إلى تقليص النفقات، ومراعاة النجاعة، موضحا أن: ”المطلوب من المشرفين على مختلف المهرجانات التسيير بكيفية مهنية، وتجنب بلوغ مرحلة المبلغ الإضافي التي تكررت كثيرا”.
وبحسب ميهوبي، فإن وزارة الثقافة كانت تجد نفسها دائما ”تعالج ظاهرة سوء التسيير بسبب الافتقار للحسابات الدقيقة”. وأصر على اعتبار أن ”ثقافة ”السوسيال” انتهت، ولا بد من الاعتماد على المهنية والفعالية”، موضحا أن المهرجانات الثقافية ”خضعت للتدقيق، وستكون عرضة للتعديل الزمني سنة بعد سنة، ولا يمكن تحديد استمراريتها إلا وفق مدى نجاحها ونجاعتها”، معتبرا أن كثيرا من محافظي المهرجانات سوف يتم إخضاعهم لمثل هذه المعايير التي تفتح المجال أمام إمكانية تغييرهم. وقال: ”أي محافظ مهرجان يخطئ في التسيير، لن يجد نفسه محافظا في الدورة القادمة”. وبحسب وزير الثقافة، فإن المهرجانات التي تعرف مشاكل وإجراءات إدارية خضعت للتعليق إلى حين البت في أمرها وإيجاد صيغ الحفاظ عليها أو التخلي عنها.
وحرص وزير الثقافة على ضرورة الاعتماد على الشفافية والمهنية لتنظيم المهرجانات الثقافية، موضحا أنه تم تقليص مدة كثير من المهرجانات، وتحويل بعضها إلى تظاهرات ثقافية تنظم كل سنتين، بينما خضعت بعض المهرجانات للإدماج نظرا لتشابهها، والتقاء مواضيعها، وقال: ”لجأنا إلى هذه الصيغة بغية التحكم في الإنفاق وفي الميزانية”، وأضاف: ”طلبنا أيضا من المشرفين على المهرجانات تقليص عدد المشاركين، وقرّرنا كذلك تحويل بعض التظاهرات من الصبغة الدولية إلى الصبغة الوطنية”، مردفا: ”أنا من أنصار المهرجانات الناجحة، وهو الأمر الوحيد الذي يضمن لها أن تعمّر طويلا”. ويرى الوزير أن سوء التسيير الذي رافق تنظيم المهرجانات الثقافية سابقا هو الذي ترك الناس تردد بأن الأموال التي تصرف على الثقافة عبارة عن تبديد للمال.
وكشف ميهوبي أن ”الأولوية أعطيت للمهرجانات ذات الطابع الدولي، من منطلق أنها تتعلق أكثر بصورة الجزائر عبر العالم، وبعلاقتنا بالآخر”. وفي المقابل اعتبر أن التكفل بالنشاطات الثقافية على المستوى المحلي يعتبر من أولويات الوزارة، وقال: ”هناك ولايات تعرف صعوبات من حيث الاستقبال ومن حيث الهياكل، لذلك سطرنا برنامجا خاصا بها للتكفل بالشأن الثقافي على مستواها، حتى تكون على نفس الأداء الثقافي مقارنة بباقي الولايات”. ويسعى دفتر الشروط الذي وضعته وزارة الثقافة، وفق ما جاء في كلمة الوزير، للاحتفاظ بالتوازنات الثقافية بين المسرح والموسيقى والسينما والأدب. كما أعطيت أهمية للثقافة الأمازيغية، وللعمق الثقافي الجزائري.
لا نشاطات فنية في متحف “الباردو”
وكشف ميهوبي بالمناسبة، أن عددا من البنوك والمؤسسات الخاصة أبدت نيتها للمساهمة في تفعيل الحياة الثقافية. وبخصوص متحف ”الباردو” الذي شهد السنة الماضية تنظيم سهرات فنية خلال شهر رمضان، قال ميهوبي إنه أعطى أوامر بعدم تنظيم أي نشاط فني في هذه المؤسسة، التي يجب أن تحتفظ، حسبه، بالنشاط المخول لها. كما أرجع ميهوبي قرار الوزارة إلى تلقي شكاوى من المواطنين القاطنين على مستوى المتحف.
وبشأن المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب (فيليف) الذي ينظم سنويا منذ 2008، أوضح ميهوبي أنه لن يُنظم هذا العام بطلب من محافظه، عز الدين قرفي، وعليه تنظم دورته القادمة سنة 2017.
الجزائر لا تسنى وقوف ماجدة الرومي إلى جانبها
أوضح ميهوبي، فيما يتعلق بالضجيج الذي رافق غناء ماجدة الرومي مؤخرا بالجزائر، بمناسبة اختتام تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، أن ”الجزائر لن تنسى وقوف السيدة ماجدة الرومي إلى جانبها خلال محنتها، حينما جاءت للغناء في الجزائر سنة 1997”، وأضاف: ”أسرّت لي السيدة ماجدة أنها تلقت تهديدات بالقتل، ورغم ذلك جاءت للغناء في بلد تحبه كثيرا”. كما قال ميهوبي إن مصالحه تفكر حاليا، رفقة الديوان الوطني للثقافة والإعلام، في إنشاء متحف للذاكرة الفنية الجزائرية. وجاء كلام الوزير عقب سؤال حول رغبة ابن الفنانة الراحلة وردة الجزائرية في إقامة معرض فني كبير بمناسبة رحيلها، لعرض فساتينها.
كما أبدى ميهوبي امتعاضه من استضافة بعض الأطراف لمثقفين شتموا الجزائر وسبوا شعبها، وكتبوا عنها أشياء سلبية، وقال إن ظاهرة عودة نفس الأسماء خلال المهرجانات الثقافية لن تتكرر، ولن يتم دعوة إلا الأسماء التي تتفاعل إيجابيا مع الجزائر وثقافتها.