اعتصامات حاشدة للأساتذة المتعاقدين
سجلت الوقفات الاحتجاجية التي نظمها الأساتذة المتعاقدون، أمس، أمام مديريات التربية عبر الوطن، مشاركة واسعة، حيث حمل المحتجون شعارات للمطالبة بحقهم في الإدماج، مرددين عبارات الصمود و”مواصلة النضال”، في الوقت الذي لجأت قوات الأمن إلى تفريقهم في عدد مهم من الولايات وتوقيف أعدد منهم على غرار العاصمة وقسنطينة بعد إصرار المحتجين على الاعتصام.
ففي العاصمة التحق، أمس، الأساتذة مبكرا بمديرية الجزائر شرق بعد الاتفاق مسبقا أنها ستكون مكان الاحتجاج لمتعاقدي العاصمة التابعين للمديريات الثلاث، إلا أن المحتجين الذين تجاوز عدهم 200 أستاذ، حسب ممثل تنسيقية الأساتذة المتعاقدين بالعاصمة، اصطدموا بالحصار الأمني بمديرية التربية، إلا أنهم أصروا بدورهم على تنظيم الوقفة على غرار ماقام به زملاؤهم عبر الوطن، ليصطدم إصرارهم مع تصدي قوات الأمن الذي اسفر عن توقيف العشرات منهم وتم اقتيادهم إلى مراكز أمن مختلفة على غرار باب الزوار وادي السمار، بوليو وبلفور ليتم بعدها تدوين محاضر ضدهم.
في المقابل ندد المتحدث بهذا التضييق وأكد أنهم ماضون في احتجاجهم إلى غاية الحصول على الإدماج، ولا رجوع، حسبه، إلى الوراء لأن الأمر أصبح له علاقة بالكرامة، أما تدخل الأمن فلم يعد غريبا عليهم، يضيف ممثل المتعاقدين، والطريقة القمعية للتصدي لهم لن تزيدهم إلا إصرارا، حيث سيلتقون اليوم بولاية بومرداس لتنظيم وقفة وطنية أمام مديرية التربية للولاية والعمل على دخول العاصمة بأي طريقة، حسبه.
كما أقدمت مصالح أمن ولاية قسنطينة، أمس، على إخضاع بعض المعتصمين من الأساتذة المتعاقدين، الذين تجمعوا منذ الساعات الأولى للصباح أمام مقر مديرية التربية، حاملين شعارات تنديدية، مطالبين بإدماجهم، للمراقبة.
وقد أحاطت مصالح الأمن المكان الذي كان يسمع فيه صوت المعتصمين من خلال مكبر الصوت وهم يرددون كلمة واحدة “الإدماج” بلحن “موطني”، ليتقدم بعض العناصر منهم لتفريق التجمع وإخضاع بعض الأساتذة المتعاقدين المعتصمين للمراقبة بعين المكان، وقد تم إخلاء سبيلهم فيما بعد، حسب مسؤول الإعلام والاتصال بمديرية الأمن الولائي.
وبولاية البليدة تجمع الأساتذة المتعاقدون أمام مقر مديرية التربية، معلنين استمرار حركتهم الاحتجاجية، وأكدوا أنهم لن يستسلموا ما لم تتحقق رغباتهم في الإدماج، كما ذكروا أنهم سيشاركون بقوة اليوم في الاعتصام الوطني أمام مديرية التربية لولاية بومرداس.
وبالبويرة نظم العشرات منهم وقفة احتجاجية أمام المديرية، رافعين شعارات “احترموا الأستاذ” و”حقنا لن يضيع” و”كفانا تغليطا يابن غبريت”، معربين عن استيائهم من رد الوزارة بعدم تنصيبهم في مناصب عملهم وإجبارهم على المرور على المسابقة، حيث اعتبروا الأمر “ذر الرماد في الأعين” من أجل تمرير قائمة من غير مستحقيها، لأنهم اجتازوا العديد من المسابقات دون أن يظفروا بمنصب. ودافع الأساتذة عن مطلبهم واعتبروه قانونيا ونابعا من تضحياتهم، من خلال العمل بالتعاقد لسنوات عدة دون أن يقوموا بأي احتجاج.
كما حمل المحتجون في باتنة مجموعة من الشعارات أبرزها “الإدماج حقنا”، “نعم للإدماج” و”الإدماج حقي يا وزيرة”، متمسكين به دون قيد أو شرط، وهو المطلب الذي أكده الممثل الولائي بباتنة للأساتذة المتعاقدين، ابراهيمي السعيد، في حديثه لـ”الخبر”، مشيرا إلى أن التضحيات التي قدمها الأساتذة خلال مسيرتهم الأخيرة باتجاه بودواو عبر مسافة 200 كلم، لن تذهب أدراج الريح، وأن كرامة وحرمة الأستاذ فوق كل اعتبار، وأن السبب الرئيسي للاحتجاج هو إعادة العزة والكرامة له.
وشارك الأساتذة المتعاقدون بورڤلة زملاءهم عبر الولايات، حيث نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر مديرية التربية، للمطالبة بإدماجهم بصفة رسمية، وخلف احتجاج هؤلاء شللا في بعض المؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة، مجددين رفضهم المشاركة في مسابقات التوظيف التي ستجرى مطلع الأسبوع المقبل، بحجة أن سنوات الخبرة التي اكتسبوها تخوّل لهم التوظيف المباشر دون المرور على المسابقة. وقال عدد من المحتجين إن مشاركتهم في المسابقة تعد تجاهلا للسنوات التي قضوها في التدريس وما رافقها من صعوبات جمة، منها التأخر في حصولهم على رواتبهم الشهرية، فضلا على تحمل البعض عناء العمل في مناطق نائية.
أما بولاية بجاية فقد خرج العشرات من الأساتذة المتعاقدين في مسيرة احتجاجية شملت كبرى شوارع مدينة بجاية، قبل أن تنتهي عند المدخل الرئيسي لمديرية التربية، حيث تم غلقه، وفي تدخل للمنسق الوطني، بشير سعيدي، دعا الأساتذة المرسمين إلى الوقوف إلى جانبهم من خلال تجاهل عمليات التصحيح والتنظيم والحراسة للمسابقة، التي قال عنها إنها لن ترضي جميع الأساتذة بحكم محدودية المناصب المقترحة بالمقارنة مع عدد المترشحين، وأضاف أن الحل الأمثل هو إدماج المتعاقدين وتثبيتهم في مناصبهم.
أما ولاية بومرداس التي تكتسي خصوصية كونها كانت مقر إقامة المتعاقدين في المرة الماضية، فقد لبى الأساتذة المتعاقدون نداء التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين، وشاركوا بقوة في اعتصام أمس في انتظار ما ستسفر عنه الوقفة الوطنية أمام مديرية التربية اليوم، والتي تعتبر كانطلاق لمسيرة “الكرامة 2”.