التأهب العسكري الجزائري يعادل “حالة حرب”
تعيش أغلب فروع القوات المسلحة في الجزائر حالة تأهب قصوى، منذ عدة أسابيع. وقال مصدر أمني جزائري إن مستوى التأهب المعلن هو المستوى الثاني وهو أقل من مستوى حالة الحرب بدرجة واحدة، والسبب يكمن في التهديدات الأمنية التي تتعرض لها الجزائر من وراء الحدود مع ليبيا ومع مالي، وتزايد احتمالات وقوع عمليات إرهابية كبيرة.
تقرر في آخر اجتماع للمجلس الأعلى للأمن الوطني، حسب مصدر عليم، رفع درجة تأهب عدة فروع من القوات المسلحة الجزائرية، لمواجهة احتمال تدهور خطير للأوضاع على الحدود مع ليبيا، وفي مناطق أخرى على حدود مالي والنيجر. وقال مصدرنا إن الرئيس بوتفليقة طلب من قيادة الجيش، في اجتماع أعقب الغارة الجوية الأمريكية الأخيرة على تنظيم الدولة في ليبيا، “اتخاذ كل الإجراءات التي تراها مناسبة للدفع عن الحدود الجزائرية ومنع أي تهديد للأمن الوطني”. وفهمت التعليمات على أنها قرار برفع درجة التأهب في فروع عدة بالقوات المسلحة، هذه الفروع معنية بمواجهة الجماعات الإرهابية في مختلف المناطق وحماية الحدود البرية للجمهورية.
وقال مصدر أمني “إن نصف تعداد قوات الجيش الوطني الشعبي في حالة تأهب لمواجهة تداعيات الوضع الأمني على الحدود مع مالي وليبيا، والتهديدات الإرهابية المتزايدة، بعد تداول تقارير تحذر من احتمال وقوع عمليات إرهابية كبيرة شبيهة بعملية تيڤنتورين في عين أمناس قبل 3 سنوات”.
وأشار المصدر ذاته إلى أن القيادة العامة رفعت درجة التأهب في القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي عن الإقليم والقوات الخاصة وكتائب المشاة المرابطة على حدود ليبيا وتونس ومالي والنيجر إلى الدرجة الثانية، وهي درجة أقل من درجة الحرب، حيث لا يجوز للعسكريين في الوحدات مغادرة وحداتهم حتى في فترات الراحة القانونية، باستثناء العطل أو الإجازات العسكرية القصيرة التي يحصلون عليها بأوامر قياداتهم المباشرة، وتشمل درجة التأهب 4 من أصل 6 نواح عسكرية هي: الأولى في البليدة والرابعة في ورڤلة والخامسة في قسنطينة والسادسة في تمنراست، وهي النواحي التي تفقدها نائب وزير الدفاع في الأسابيع القليلة الماضية. كما يعني رفع درجة التأهب وسط فروع القوات المعنية، أن الوحدات العسكرية أخذت وضعية الاستعداد للقتال وإطلاق النار مباشرة، كما بدأت في تنفيذ الكمائن العسكرية القتالية في مناطق الاختصاص. وأشار مصدرنا إلى أن حالة التأهب القصوى في فروع القوات المسلحة الرئيسية، أعلنت مباشرة عقب الغارة الجوية الأمريكية الأخيرة التي استهدفت تنظيم “داعش” في ليبيا. وشملت حالة التأهب المعلنة زيادة الطلعات الجوية اليومية لطائرات سلاح الجو في مناطق الحدود الجنوبية والجنوبية الشرقية، تتضمن أوامر بالتدخل الفوري، ضد أي حالات تسلل بعد إبلاغ القيادة. كما شملت حالة التأهب تنشيط منظومة الكشف والمتابعة في قيادة الدفاع الجوي عن الإقليم، والتي تعمل على مراقبة المجال الجوي الجزائري، بالإضافة إلى رفع جاهزية القوات الخاصة المستعدة للتنقل إلى المناطق التي تتعرض للتهديد. وشملت حالة التأهب أيضا قيادات فرعية في الحرس الجمهوري وحرس الحدود والدرك الوطني.