نص البيان الكامل للنائب البرلماني نورالدين بلمداح
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
الجزائر في: 17 مارس 2018
السيد نورالدين بلمداح
نائب بالمجلس الشعبي الوطني
ممثل الجالية بالمنطقة الرابعة
أمريكا، روسيا، تركيا وأوروبا عدا فرنسا
السيد مدير وكالة الأنباء الجزائرية وتمسكا بحق الرد المكفول قانونا على البيان الممضي من طرف المدير العام للإتصال والإعلام والتوثيق بوزارة الشؤون الخارجية بتاريخ 04 مارس 2018
الرد :
كنت بموجب مراسلة وجهتها لممثليتنا الدبلوماسية بمدريد قد طرحت تساؤلات ومطالبات متعلقة بجاليتنا الجزائرية بإسبانيا ، وكان من المفروض أن اتلقى الرد عليها من سفارتنا الجزائرية بإسبانيا .
الا ان وزارة الشؤون الخارجية التي طالما و لازلنا نشيد بآدائها المشرف وعدم تقصيرها اتجاه الجالية و على الدوام ، تكفل مديرها العام للإتصال والاعلام والتوثيق بالرد عن رسالتي بدلا عن السفارة ، فوجدت نفسي اقرأ عبر وسائل الإعلام تهجمات على عملي و على شخصي و اتهامات في حقي و تلميحات و تساؤلات عن دوافعي؟ !!
حيال ذلك فإن ردي سيكون دقيقا
بالنسبة لما سميته في رسالتي بالعراقيل، فانه و بناءا على شكاوي اتلقاها من الجزائريين عن عدم التزام سفارتنا بمدريد بإجراءات تبديل رخصة السياقة الجزائرية للاسبانية ، وبتسهيلات تخفيف وتبسيط الإجراءات الخاصة بتسليم شهادة الكفاءة بعد العصرنة التي عرفتها وزارة الداخلية وفقا لما أمر به معالي وزير الداخلية – مشكورا- في مضمون الرد الكتابي على سؤالي تحت رقم 017 /18 المؤرخ في 23 جانفي 2018 والذي لم يمس ببنود الإتفاقية الموجودة بين الجزائر ومملكة إسبانيا ، وهي بالمناسبة التسهيلات نفسها التي تطبق في سفارتنا الجزائرية بروما ولا تطبق بسفارتنا بمدريد ،و قد كانت رسالتي لسعادة السفيرة للإستفسار وطلب التدخل لتطبيق ما أقرّته الحكومة من تسهيلات ، في اطار آداء مهامي النيابية وصلاحياتي القانونية والدستورية، وهل إنتقاد مارأيناه تقصيرا لممثليتنا الدبلوماسية بمدريد في التكفل بجاليتنا يجعلنا نتهم بالتهجم على مؤسسات الدولة؟!
الا ان الرد المذكور أقحم قضية المرحوم بودربالة محمد ، مع انه لم يكن موضوع رسالتي ، وانا لا افهم سبب اقحامه في الرد بعد ثلاثة أشهر من وفاته ، ولا افهم سبب لومي على عدم إنتظار نتائج التشريح ، لأن سبب الوفاة لم تكن موضوع تدخلنا حينها و الذي جاء استجابة للإستغاثات والشهادات المسجلة في فيديوهات و التي تمّ تداولها على نطاق واسع لجزائرين كانوا دون سواهم في مبنى سجن غير مدشّن بأرشيدونا وكانت تبث يوميا على قنوات التلفزيون الجزائرية، وعلى الوضع المزري مقارنة بوضع المهاجرين غير الشرعيين الذين كانوا قد وصلوا في نفس الفترة من جنسيات مغربية ودول إِفريقية أخرى و هم في ظروف لائقة معززين مكرمين في مراكز خاصة للمهاجرين ، خلافا ل 600 شاب جزائري من ابنائنا .
و كل ما قمنا به اننا ساندنا احتجاجهم على عدم زيارتهم من مصالح القنصلية الجزائرية رغم مطالباتهم المتكررة للاطلاع على تلك الظروف، إدراكا منا بالحقوق المكفولة في مثل هذه الحالات، و حفاظا منا على كرامة الجزائريين .
علما ان الموضوع قد كففنا الحديث عنه مباشرة بعد تدخل الدولة ممثلة في وزير الخارجية
مشكورا – الذي نشهد له بسهره منذ تنصيبه على حماية جاليتنا بالخارج ولَم يدخر جهدا في سبيل ذلك، و وزير العدل حافظ الأختام (الذي تحفظ له جاليتنا الجميل و الثناء على التسهيلات التي عرفها القطاع من عصرنة و إستفادت منها جاليتنا) ، الأمر الذي إفتخرنا به وباركناه وجهرنا بالثناء عليه في حينه وبكل ما قامت به الدولة الى غاية تكفلها بمصاريف نقل جثمانه ودفنه ببلديته ، و طوي الملف نهائيا من طرفنا.
و التساءل عن الهدف من وراء نشري للعرائض والمراسلات التي أرسلها لمؤسسات الدولة؟! فإن هذا يدخل في اطار عرض نشاطي النيابي وتواصلي مع الجالية وابلاغهم بما أقّرته الحكومة لصالحهم ، فهذه مهامنا النيابية والتزاماتنا القانونية والأخلاقية اتجاه مصالح الوطن و الجالية التي نمثلها والتي من حقها التواصل معنا و متابعة المراسلات و الأسئلة الكتابية و الشفهية لوزراء الحكومة عبر جميع وسائل الاتصال ومواقع التواصل الإجتماعي ،
السيد الناطق الرسمي وان تكفلتم بالرد عوضا عن السفارة ولكن ليس من حقكم توزيع التهم وإصدار الأحكام على عمل النائب وهذا واضح في الدستور في مادته 126 التي تمنع أن يسلط على النائب أي ضغط بسبب ما عبر عنه من آراء وتلفظ به من كلام ، ومن واجبنا جميعا إحترام الدستور ومبدأ الفصل بين السلطات .
وطبعا دعمت وأدعم جهود الدولة في تنفيذ وإحترام إتفاقاتها مع الدول الأجنبية ،
و لما يتعلق الأمر بالمستوى الكبير لدبلوماسيتنا الجزائرية التي نفخر بها وبمواقفها ومكتسباتها و بريقها الذي لا يزال يتوهج منذ تولي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سدة الحكم ،
يتحتم على الجميع الحفاظ على تلك المكتسبات وتوخي الحيطة فيما يصدر من مواقف وكتابات ، و علينا نحن كذلك ان ننخرط ونذوب في ذلك المسعى و لا نخرج عنه ، لان أنفسنا تهون في سبيل سمعة البلاد التي من واجبنا جميعا مراعاة كرامتها وسمعتها بين الأمم و الرأي العام .