اعتبر الأديب الجزائري ياسمينة خضرا أن التصعيد الفرنسي ضد الجزائر ليس سوى محاولة بائسة للهروب من الأزمة الداخلية التي تعيشها باريس، مشيرًا إلى أن فرنسا تلجأ إلى اختلاق أزمات خارجية لصرف الأنظار عن مشاكلها الحقيقية بدلًا من البحث عن حلول فعلية.
في مقال نشره الأديب الجزائري محمد مولسهول، المعروف باسم ياسمينة خضرا، في صحيفة “ليمانيتي” الفرنسية، تناول التصعيد المتزايد الذي يقوده المتطرفون في فرنسا ضد الجزائر، معتبرًا أن هذه الضجة المفتعلة ليست سوى خطوة بائسة وخاطئة من الحكومة الفرنسية الحالية. وأكد أن المشهد السياسي في فرنسا يعكس أزمة داخلية عميقة، حاولت الحكومات المتعاقبة في السنوات الأخيرة إخراجها عن سياقها الحقيقي.
وأشار خضرا إلى أن الحكومة الفرنسية الحالية، التي لجأت إلى الاستعانة برؤساء وزراء سابقين مفلسين في محاولة لإنقاذ الوضع، تعيش حالة من الذعر أكثر من سابقاتها، وتسعى لإلقاء اللوم على أطراف خارجية، وفي هذه الحالة الجزائر، بدلًا من مواجهة مشاكلها الحقيقية. وانتقد الكاتب الجزائري الجدل المثار حول خطة وزير الداخلية الفرنسي روتايو، مشددًا على أنها ليست سوى خطوة زائفة بائسة، لا يدرك المحرضون عواقبها.
وأوضح أن الجزائر، رغم تحدياتها، تسعى لحل مشاكلها بعيدًا عن أي ضجة أو تجميل، مؤكدًا أن هذه المسائل لا علاقة لها بالتجاوزات السياسية الفرنسية، كما أن فشل طرد جزائري غير مرغوب فيه لن يؤثر على اهتمامات الفرنسيين الفعلية. وأضاف أن الحملات الإعلامية التحريضية والخطابات التصعيدية لن تضيف أي وضوح إلى المشهد السياسي الفرنسي، مشيرًا إلى أن الجزائر يجب أن تحافظ على هدوئها وألا تنجرّ إلى ما وصفه بحقل الألغام الذي يسعى بعض الأطراف لجرّها إليه، بتحريض من وسائل إعلام تبحث عن إثارة الجدل على حساب الموضوعية والأخلاق.
وأكد الكاتب أن الفرنسيين في الجزائر يُستقبلون بحفاوة في جميع المدن والقرى، حيث يجدون كرم الضيافة الجزائرية في كل بيت يطرقونه، مشددًا على أن الشعب الجزائري مضياف ومحب للأجانب، بينما يطمح الفرنسيون إلى أن يعمل قادتهم على إيجاد حلول حقيقية لمشاكلهم بدل البحث عن كبش فداء لن يغيّر شيئًا من واقعهم.
وفي ختام مقاله، دعا ياسمينة خضرا الحكومة الفرنسية إلى التروي والتركيز على إيجاد حلول لمشاكلها الداخلية، بدلًا من المغامرة في معارك لا طائل منها قد تكون عواقبها خطيرة وغير محسوبة.
