وزير الشؤون الدينية يدعو الأئمة لتبني خطاب ديني ضد الجشع والغش

دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، أئمة المساجد في مختلف أنحاء الوطن إلى تبني خطاب ديني وسطي ومعتدل خلال شهر رمضان المبارك، مشددًا على أهمية نشر السكينة والطمأنينة بين أفراد المجتمع، مع تعزيز الوعي ضد الممارسات السلبية مثل الجشع والاحتكار والغش في الأسواق، والتركيز على القيم الروحية لهذا الشهر الفضيل.
وأكد الوزير أن احترام المرجعية الدينية الوطنية في الخطاب الديني من شأنه أن يعزز الأخلاق التي دعا إليها القرآن الكريم، ويسهم في الحد من نشر الكراهية داخل المجتمع، مشيرًا إلى أن التوجيهات المقدمة للأئمة تهدف إلى توحيد الصفوف وتعزيز اللحمة الوطنية.
تعزيز الهوية الوطنية وصون الموروث الثقافي
وجاءت تصريحات بلمهدي خلال زيارة تفقدية قادته إلى ولاية قسنطينة، حيث استهل جولته بزيارة مسجد الأمير عبد القادر، وأشرف على إعطاء إشارة انطلاق الطبعة الخامسة من المسابقة الوطنية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وترتيله. وتُنظم هذه المسابقة بالتنسيق بين مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن ومديرية الشؤون الدينية والأوقاف، ويشارك فيها 103 أطفال من المؤسسات المتخصصة.
وفي إطار الحفاظ على الموروث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية، عاين الوزير سير أشغال ترميم مسجد الكتانية في المدينة العتيقة، والتي بلغت نسبة تقدمها 70 بالمائة، حيث شدد على ضرورة احترام الطابع المعماري الأصيل للمسجد، مؤكداً ضرورة استكمال الأشغال وتسليم المشروع في الرابع من يوليو القادم.
كما أشار بلمهدي إلى الاهتمام الكبير الذي توليه السلطات العمومية لقطاع الشؤون الدينية، حيث أشرف خلال زيارته للمعهد الوطني للتكوين المتخصص لإطارات الشؤون الدينية والأوقاف على توزيع مقررات استفادة من إعانات مالية موجهة لـ 20 جمعية دينية. وتبلغ قيمة هذه الإعانات 20 مليون دينار جزائري، ممولة من ميزانية الولاية، بهدف استكمال مشاريع بناء المساجد عبر مختلف بلديات قسنطينة، ضمن جهود الدولة للحفاظ على بيوت الله وضمان استمرار دورها في نشر القيم الدينية والروحية.
وتعكس هذه المبادرات، وفق تصريحات الوزير، التزام الدولة بدعم المؤسسات الدينية وتعزيز دورها في توجيه المجتمع نحو القيم النبيلة، خاصة خلال الشهر الكريم الذي يمثل فرصة لترسيخ مبادئ الأخلاق والتضامن بين أفراد الشعب الجزائري.