لعمامرة يؤكد الاهتمام الخاص الذي توليه الجزائر للشراكة مع بكين
أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد رمطان لعمامرة، أن الجزائر تولي اهتماما خاصا للشراكة في إطار منتدى التعاون مع الصين، مشددا أن هذه الأخيرة تعتبر “بلدا صديقا وشريكا استراتيجيا”.
وقال السيد رمطان لعمامرة, في كلمة خلال مشاركته في الدورة الوزارية الثامنة لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي, بالعاصمة السنغالية دكار, إن “الجزائر تولي اهتماما خاصا للشراكة في إطار منتدى التعاون مع الصين, الذي يعتبر بلدا صديقا تاريخيا وشريكا استراتيجيا, كان من بين الدول الرائدة في دعم ومساعدة الدول الإفريقية للتخلص من نير الاستعمار وتنمية وتطور قارتنا”.
ولفت إلى أن “الجزائر تربطها علاقات تاريخية متينة مع جمهورية الصين الشعبية, تجذرت بعمق أثناء الثورة التحريرية المجيدة التي قدم لها أصدقاؤنا الصينيون الدعم السياسي والعسكري”, متابعا “وتواصلت وتعززت شراكتنا بعد الاستقلال إلى حد الارتقاء إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة سنة 2014”.
واعتبر السيد لعمامرة, أن التئام هذه الدورة تحت عنوان “تعميق الشراكة الصينية-الإفريقية وتعزيز التنمية المستدامة لبناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وإفريقيا في العصر الجديد”, إنما “ينم عن روح التضامن والإرادة المشتركة القوية في تطوير تعاون إفريقي- صيني مستدام وطويل الأمد”.
ولفت إلى أن التعاون الصيني-الإفريقي, الذي شهد تطورا سريعا في مختلف المجالات منذ تأسيس المنتدى في 2000 “جعل شراكتنا مثالا يحتذى به في مجال التعاون الدولي”.
وفي السياق, ثمن رئيس الدبلوماسية “عاليا جهود السلطات الصينية في رصد التمويلات بمختلف الصيغ لفائدة مشاريع في الدول الإفريقية”.
وأضاف قائلا: “أعرب عن ارتياح بلدي للتقدم المحرز في تنفيذ برنامج عمل منتدى التعاون الصيني-الإفريقي 2019-2021, الأمر الذي سمح بتعزيز وترقية التعاون بين الشريكين طبقا لمبادئ الإخلاص والصداقة والمساواة المنصوص عليها في الإعلان السياسي المشترك للقمة الثالثة لمنتدانا الذي انعقد ببكين, في سبتمبر 2018, وذلك بالرغم من العقبات التي نتجت عن انتشار وباء كوفيد-19”.
وبهذا الخصوص, أشار السيد رمطان لعمامرة, إلى أنه “في الوقت الذي قوضت فيه جائحة كوفيد-19 روح التكافل بين الدول ونمت الأنانية الوطنية, نقدر ونثمن ما أبدته الصين من تضامن مع قارتنا لمواجهة هذه الجائحة, من خلال المساعدات القيمة التي قدمتها لعديد الدول من أجل تعزيز قدراتها للتصدي لهذا الفيروس وتوفير اللقاحات”.
ونوه وزير الخارجية, بشراكة الصين مع بعض الدول الإفريقية لإنتاج اللقاحات في بلدانها “على غرار المصنع الذي تم تدشينه في الجزائر, نهاية سبتمبر الفارط, والذي باشر الإنتاج ويمكن أن يلبي جزءا معتبرا من حاجيات قارتنا”.
وتطرق رئيس الدبلوماسية الجزائرية, إلى معاناة البلدان الإفريقية من تبعات أزمة (كوفيد-19) و”ما أفرزته من صعوبات اقتصادية ومالية, عقدت مسعى دول القارة لتحقيق تنمية مستدامة, وبالأخص في مجال مكافحة الفقر وتقليص عدد الوفيات لدى الأطفال وكذا محاربة الامراض المتفشية في بعض بلدان قارتنا, الأمر الذي يملي علينا ضرورة تكييف ومواءمة برنامج عمل المنتدى للفترة 2022-2024 بشكل يسهم في تخطي هذه المرحلة الصعبة”.
وعلى صعيد آخر, أبرز الوزير أن مسألة حماية البيئة, وبوجه أخص, مكافحة تغير المناخ “تشكل هاجسا بالنسبة للقارة الافريقية, التي تعاني من تبعات هذه الظاهرة على المنظومة الايكولوجية وعلى القطاعات الاقتصادية, لاسيما الفلاحة, التي تعد مصدر عيش شريحة عريضة من شعوبنا, على الرغم من أن مسؤولية قارتنا في تغير المناخ شبه منعدمة أمام تلك الملقاة على عاتق البلدان المصنعة”.
وفي هذا السياق, يضيف السيد لعمامرة, “نأمل أن يساهم الإعلان حول مكافحة التغيرات المناخية, الذي سنعتمده عقب أشغالنا, في تأطير التعاون مع الصين لتطوير القدرات المؤسساتية والبشرية لبلدان القارة في كافة الميادين, بما يتيح لنا تحكما أفضل في تبعات التغير المناخي ويؤمن لنا تطورا يراعي المحيط والبيئة”.