عقد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، اليوم ندوة صحفية في وارسو عقب جلسة عمل مع نظيره البولندي، السيد رادوسواف شيكورسكي، في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى جمهورية بولندا بتكليف من السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وفي مستهل كلمته، أعرب السيد عطاف عن شكره العميق لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظي به منذ وصوله إلى العاصمة البولندية. وأكد على أن هذه الزيارة جاءت لتعزيز العلاقات التاريخية بين الجزائر وبولندا، مستعرضًا مخرجات المحادثات البناءة التي جرت اليوم والتي عكست الإرادة المشتركة في توطيد التعاون الثنائي.
كما أشاد السيد عطاف بالإسهامات القيمة التي قدمها الأصدقاء البولنديون في الجهود التنموية بالجزائر، خاصة خلال السنوات الأولى التي تلت استقلال البلاد. وأوضح أن اللقاء شكل فرصة ثمينة لتقييم شامل لواقع العلاقات الجزائرية-البولندية، مشيرًا إلى التطورات الاقتصادية التي تشهدها الجزائر بفضل النهج الإصلاحي الذي أرساه رئيس الجمهورية.
وأشار الوزير إلى الفرص الواعدة للتعاون في مجالات الفلاحة، الصناعة، الموارد المنجمية، والطاقات المتجددة، وخاصة الهيدروجين الأخضر. وأكد أن هذه التطورات تفتح آفاقًا واسعة للشراكة بين البلدين، مبرزًا الحركية الإيجابية التي تشهدها التبادلات التجارية بين الجزائر وبولندا.
بالإضافة الى ذلك اتفق الوزيران على برمجة الدورة الأولى للجنة الحكومية الجزائرية-البولندية للتعاون الاقتصادي، وتعزيز الإطار القانوني للتعاون الثنائي عبر استكمال المفاوضات حول مشاريع الاتفاقيات في مجالات الفلاحة والتعليم العالي والبحث العلمي والرياضة، وتحديث الاتفاقيات القديمة، واقتراح مشاريع اتفاقيات جديدة تتعلق بالذكاء الاصطناعي، البيئة والمناخ، والطاقات المتجددة.
وفي مجال الطاقة، تم الاتفاق على تنصيب فريق عمل مشترك لتحديد صيغ التعاون في مجالات الاستكشاف، الإنتاج، النجاعة الطاقوية، والطاقات المتجددة. كما تناولت المشاورات مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في جوار البلدين وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أشاد السيد عطاف بالموقف المشرف لبولندا من القضية الفلسطينية.
وفي الختام، هنأ السيد عطاف نظيره البولندي على رئاسة بلاده المقبلة لمجلس الاتحاد الأوروبي، مؤكداً على أهمية تعزيز الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي على أساس توازن المصالح ودعم جهود التنمية الاقتصادية دون قيود. وأعرب عن تطلعه لتعميق المشاورات في المستقبل واستقبال نظيره البولندي في الجزائر لمواصلة تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.
