جثمان المرحوم احمد محساس يوارى التراب بمقبرة العالية
شيع بعد ظهر امس الاثنين بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة جثمان المجاهد أحمد محساس الذي توفى اول أمس الأحد عن عمر ناهز 90 سنة إثر مرض عضال.
وحضر مراسم تشييع جثمان الفقيد رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني السيد العربي ولد خليفة ورئيس المجلس الدستوري السيد الطيب بلعيز والوزير الأول السيد عبد المالك سلال.
كما حضر المراسم عدد من الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة وبعض ممثلي الأحزاب وتنظيمات المجتمع المدني الى جانب مجاهدين وعائلة الفقيد وجمع غفير من المواطنين.
وقد ألقى الوزير السابق و عضو مجلس الامة حاليا الهاشمي جيار كلمة تأبينية ذكر فيها بالمناقب والخصال التي كان يتحلى بها المرحوم احمد محساس وكذا بنضاله المتواصل قبل اندلاع الثورة التحريرية وخلالها .
ونوه السيد الهاشمي جيار في كلمته أيضا بالعمل الذي قام به الفقيد محساس خلال مرحلة البناء والتشييد من اجل ترسيخ وتكريس الديمقراطية والتعددية في الجزائر مشيرا الى المناصب السامية التي تولاها خدمة للوطن والشعب.
و قال السيد جيار أن الجزائر قد “فقدت احد الرجال العظماء الذين كانوا من الرعيل الأول الذي سجل بأحرف من ذهب أمجد صفحة لتاريخ الجزائرالمعاصرة والذين انبثقوا من اعماق المجتمع رافعين شعار المقاومة الشعبية ضد الإستعماروحاملين رسالة الأجداد“.
و ذكرالوزير السابق في كلمته ان المرحوم احمد محساس ينتمي “لجيل استطاع ان يحقق ما كانت تطمح له اجيال متتالية مهدت الطريق وزرعت بذورالوطنية وصانت روح التمسك بالأصالة مستوعبة في نفس الوقت ما يحمله الفكر المعاصر من مبادئ تعلم الإنسان حقوقه و تسلحه من أجل الدفاع عنها”. كما أشار الى ان الجزائر وهي تحتفل بالذكرى ال50 للاستقلال فقدت اليوم “محنك ومثقف“.
ويعد الفقيد احمد محساس مناضلا من الرعيل الاول وكان يتحلى بروح وطنية كبيرة منذ سن 16 سنة حينما انضم لحزب الشعب الجزائري سنة 1940. تم توقيفه في المرة الأولى سنة 1941 لنشاطه في صفوف حزب الشعب الجزائري بحي بلكور بالجزائر العاصمة. و كان المناضل قائد ولاية قسنطينة و عضوا بلجنة التنظيم لحزب الشعب الجزائري قبل أن يتم انتدابه بالمنظمة شبه العسكرية (المنظمة السرية) عند تفكيك هذه المنظمة من قبل الشرطة الفرنسية.
كما كان أحمد محساس وراء إنشاء النواة الأولى لجبهة التحرير الوطني بفرنسا سنة 1953 ليتم تعيينه فيما بعد مندوبا سياسيا و عسكريا لمنطقة الشرق الجزائري و عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية.
وعارض الفقيد نتائج مؤتمر الصومام. وتم توقيفه في تونس قبل أن يلجأ إلى ألمانيا حيث بقي هناك إلى غاية 1962. و بعد الإستقلال شغل عدة مناصب سامية منها مدير صندوق الحيازة على الملكية و الإستغلال الريفي و مدير الديوان الوطني للإصلاح الزراعي ثم وزيرا للفلاحة و الإصلاح الزراعي.
وفي 20 سبتمبر 1964 تم انتخابه نائبا للجزائر العاصمة ثم عضوا في المكتب السياسي و اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني و عضوا في مجلس الثورة.
و في 1966 لجأ إلى فرنسا ليعود إلى أرض الوطن سنة 1981. وفي 1981 تولى منصب مستشار بالشركة الوطنية للنشر و التوزيع حيث أنشأ اتحاد القوى الديمقراطية في إطار تكريس التعددية الحزبية سنة 1989.
و للتذكير ترك المجاهد الراحل أحمد محساس عدة مؤلفات منها “التسيير الذاتي في الجزائر” و “الجزائر : الديمقراطية و الثورة” و “الحركة الثورية في الجزائر”.
و في جانفي الفارط عين الفقيد ضمن الثلث الرئاسي بمجلس الأمة.