الجزائر تكرس جهودها لخدمة القرآن وتعزيز نهج الاعتدال

أشاد علماء من مختلف الدول الإسلامية بالدور الريادي الذي تضطلع به الجزائر، بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، في خدمة قضايا الأمة الإسلامية، ونشر قيم الوسطية والاعتدال، فضلاً عن اهتمامها بالقرآن الكريم من خلال تحفيظه، تجويده، وطباعته.
وفي هذا الإطار، استقبل وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، وفدًا من علماء الدين الإسلامي الذين شاركوا في تأطير الملتقى السابع عشر لسلسلة الدروس المحمدية، الذي نظمته الزاوية البلقايدية الهبرية بوهران. وأشاد العلماء خلال اللقاء بتجربة الجزائر الرائدة في طباعة نسخة “البراي” من القرآن الكريم، المخصصة لفئة المكفوفين، والتي يتم توزيعها داخل البلاد وخارجها، ما يعكس التزام الجزائر بخدمة كتاب الله وتمكين جميع الفئات من تلاوته وحفظه.
وأثنى العلماء على المستوى الرفيع للملتقى، سواء من حيث جودة التنظيم أو قيمة المحاضرات المقدمة، معربين عن امتنانهم لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظوا به طيلة فترة إقامتهم في الجزائر. وفي ختام اللقاء، قدم الوزير بلمهدي للوفد هدايا رمزية تضمنت نسخًا من “مصحف الجزائر” إلى جانب مجموعة من المؤلفات والدوريات الصادرة عن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.
واختتمت الزاوية البلقايدية الهبرية بوهران، أمس الجمعة، فعاليات الملتقى السابع عشر لسلسلة الدروس المحمدية، الذي تناول محور “التصوف، جوهر الدين ومقام الإحسان”. واستقطب الملتقى كوكبة من العلماء والفقهاء من الجزائر وعدد من الدول الإسلامية، مثل مصر ولبنان وتركيا والأردن والسودان، حيث ألقوا محاضرات متنوعة تناولت مواضيع متعلقة بالتصوف، من بينها “الشريعة والحقيقة”، و”التأصيل الفرعي لعلم التصوف”، و”العلم والمعرفة عند السادة الصوفية”، و”أهل البيت في عيون مشايخ التربية والسلوك”.
كما شمل البرنامج محاضرات أخرى ناقشت أثر التزكية الصوفية في تربية الوجدان وبناء الإنسان، ودور الطرق الصوفية في الجزائر، وأهم أمهات كتب السادة الصوفية، إلى جانب التأصيل الشرعي لعلم التصوف، وضرورة ترسيخ حياة روحية تقوم على الإحسان والتسامح والمحبة والسلام.