الوطني

اختطاف واغتيال بتمويل إرهابي في وهران

كشفت محكمة وهران عن تفاصيل صادمة لجريمتي اختطاف واغتيال تورطت فيهما جماعة إرهابية، حيث استهدفت الضحايا بغرض طلب فدية لتمويل أنشطتها الإجرامية. التحقيقات الأمنية أسفرت عن توقيف خمسة متهمين، بينهم عناصر تنتمي إلى شبكة دعم وإسناد للجماعات الإرهابية الناشطة خارج البلاد.

وخلال ندوة صحفية، أوضح وكيل الجمهورية لدى محكمة وهران، زغينة وليد، أن الجريمة الأولى وقعت في شهر فيفري الماضي، حيث تم اختطاف قاصر ببلدية الكرمة قبل أن يتم اغتياله. التحقيقات حول هذه الواقعة قادت إلى الكشف عن جريمة أخرى تعود إلى شهر أوت من العام الماضي، حيث تم اغتيال شاب يبلغ من العمر 23 سنة بالطريقة نفسها.

ووجهت للمتهمين تهم متعددة، منها الانخراط وتمويل جماعة إرهابية، واختطاف طفل ضمن جماعة إجرامية منظمة مع التعذيب وطلب الفدية مما أدى إلى وفاته، إضافة إلى اختطاف شخص آخر واحتجازه تحت التهديد والتعذيب بغرض الفدية، والاغتيال مع ارتكاب أعمال وحشية وتشويه الجثة.

بدأت خيوط القضية الأولى تتكشف عندما تلقت النيابة العامة بلاغًا يوم 26 فيفري حول اختفاء القاصر (ب.ع.د) في ظروف غامضة، ما استدعى فتح تحقيق عاجل. من خلال تقنيات المراقبة الحديثة وشهادات الشهود، تم التوصل إلى أن الضحية كان برفقة شخص آخر يدعى (ب.ع.ب) في بلدية الكرمة، وهو ما تأكد عبر تسجيلات كاميرات المراقبة.

التحريات قادت إلى الاشتباه في مسكن يتردد عليه مرافق الضحية، وعند تفتيشه يوم 13 مارس، عُثر على شخص يدعى (ع.ض.د) المكنى “أبو عبد الله الجزائري”، وهو مطلوب للعدالة بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط خارج البلاد. وكشفت التحقيقات أن الأخير، بمساعدة (ب.ع.ب) ووالدته (م.ف)، اختطف واغتال القاصر بطريقة بشعة، حيث تم تقطيع جثته وإخفاء أجزائها في مواقع متفرقة. لاحقًا، تمكنت الشرطة من العثور على بقايا الهيكل العظمي للضحية داخل مفرغة عشوائية.

أثبتت التحقيقات أن الجاني كان سابقًا ضمن تنظيم إرهابي في سوريا، وبعد عودته إلى الجزائر وقضائه عقوبة بالسجن، استأنف نشاطه الإرهابي مجددًا. كان هدفه الأساسي من عمليات الاختطاف هو طلب الفدية وتحويل الأموال إلى الجماعات الإرهابية، إلا أن مخططه فشل، ما دفعه إلى قتل وتعذيب الضحية قبل التخلص منها.

وخلال عمليات البحث في هاتف الجاني، تم العثور على صور لشاب آخر مفقود منذ 18 أوت الماضي. التحقيقات كشفت أن الضحية الثانية تعرضت للاغتيال بنفس الطريقة الوحشية، حيث عُثر على بقايا عظامه مدفونة في منطقة الأمير عبد القادر ببلدية سيدي الشحمي.

كما تم توقيف أربعة أشخاص آخرين متورطين في الجريمة، بينهم زوجة الجاني وابنتاها وابنها القاصر، بالإضافة إلى تفكيك شبكة دعم وإسناد للإرهاب يقودها المتهم الرئيسي، والتي كانت تجمع الأموال وتحولها لدعم الجماعات الإرهابية. التحقيقات أدت إلى توقيف أربعة أشخاص آخرين في مدن تلمسان، البليدة، وتبسة، وما تزال التحقيقات جارية لاستكمال الإجراءات الأمنية والقضائية في هذه القضية التي هزت الرأي العام.

بواسطة
ألجيريا برس
المصدر
ألجيريا برس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى