فتح مكاتب الصرف بميناء الجزائر.. هل يقترب انهيار السوق السوداء للعملة الصعبة؟
أعلن بنك الجزائر عن افتتاح أربعة مكاتب لصرف العملة الصعبة على مستوى المحطة البحرية للمسافرين بميناء الجزائر، وذلك في إطار تنفيذ قرار رئيس الجمهورية القاضي برفع قيمة المنحة السياحية للمواطنين الجزائريين.
وخلال زيارة تفقدية قام بها نائب محافظ بنك الجزائر، محمد بن بهان، أشاد بإنجاز هذه المكاتب، مؤكدا أنها ستوفر خدمة آمنة وسريعة للمسافرين وفق المعايير المعمول بها دوليا.
كما أكدت مؤسسة ميناء الجزائر أن هذه المكاتب تم وضعها في مواقع استراتيجية داخل المحطة البحرية، لضمان سهولة الوصول إليها وسرعة إجراء عمليات الصرف.
وفي سياق متصل، كشفت الصحيفة اللندنية الإلكترونية “ألجيريا برس أونلاين” أنها اتصلت ببعض المختصين من أبناء الجالية الجزائرية في بريطانيا، العاملين في المجال المالي، لاستطلاع آرائهم حول مدى تأثير هذه الخطوة على السوق السوداء للعملة الصعبة في الجزائر.
وقد جاءت الردود متباينة، حيث يرى بعض الخبراء أن هذه المبادرة قد تسهم في تقليص الطلب على السوق السوداء تدريجيا، خاصة مع التوسع المستقبلي لمكاتب الصرف عبر المطارات والموانئ الجزائرية.
في حين أشار آخرون إلى أن التأثير الفعلي سيظل محدودا طالما لم يتم تحرير سوق الصرف بشكل كامل، وتوفير أسعار تنافسية مقارنة بالسوق غير الرسمية.
للتذكير، فقد أمر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في أكتوبر الماضي، خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الوزراء، برفع قيمة المنحة السياحية لفائدة المواطنين مرة واحدة في السنة، وكذا رفع منحتي الحج والطلبة داخل وخارج الوطن.
وبموجب هذا القرار، تم رفع قيمة المنحة السياحية إلى 750 يورو لكل مسافر جزائري بالغ، و300 يورو لكل مسافر جزائري قاصر. كما تم رفع منحة الحج إلى 1000 دولار لكل حاج جزائري، وذلك ابتداءً من موسم الحج المقبل.
ويرى المراقبون أن هذه التجربة، الأولى من نوعها في الجزائر، قد تكون خطوة أولية نحو تنظيم قطاع الصرف وتقليل الاعتماد على السوق الموازية، مما قد يؤدي إلى إعادة رسم موازين العرض والطلب على العملات الأجنبية داخل البلاد في الفترة المقبلة.