الجزائر تُعيد تشكيل خارطة المناجم

أشرفت كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة، المكلفة بالمناجم، كريمة طافر، على افتتاح فعاليات الطبعة الثالثة للصالون الدولي “المعادن، الصلب والمناجم”. هذا الحدث الاقتصادي لم يكن مجرد معرض، بل كان منصة حيوية جمعت تحت سقفها ممثلي السلك الدبلوماسي، ورؤساء مؤسسات وطنية ودولية، ومتعاملي القطاع، في مشهد يعكس ديناميكية الجزائر في إعادة تشكيل قطاعها المنجمي.
في كلمتها الافتتاحية، شددت طافر على أن هذا الصالون يمثل فرصة ذهبية لتعزيز العلاقات الاستثمارية، وتطوير قطاع المناجم بما يتماشى مع التوجهات الاقتصادية الجديدة للبلاد. فالجزائر، الساعية إلى تقليل اعتمادها على المحروقات، تضع اليوم المناجم في قلب استراتيجياتها التنموية، وذلك من خلال دعم المشاريع الكبرى، مثل مشروع الفوسفات المدمج بشرق البلاد، ومشروع منجم غارا جبيلات العملاق بولاية تندوف، بالإضافة إلى مشروع الزنك والرصاص في واد أميزور – تالة حمزة بولاية بجاية.
حظيت هذه الطبعة بمشاركة واسعة من 70 مؤسسة جزائرية و120 شركة أجنبية، تتصدرها الصين كضيف شرف، إلى جانب تركيا، روسيا، والهند. هذه المشاركة تعكس الاهتمام المتزايد بالسوق الجزائرية، خاصة في ظل القوانين الجديدة التي تمنح تحفيزات كبيرة للمستثمرين، مما يجعل من الجزائر قبلة واعدة للاستثمارات في مجال المناجم والصناعات التحويلية.
أكدت كاتبة الدولة أن مشاركة مؤسسات وطنية كبرى، مثل مجمع “سونارام”، تدل على الانفتاح الجزائري على الشراكات المثمرة وفق مبدأ “رابح-رابح”. فالمناجم لم تعد مجرد احتياطات جوفية، بل هي اليوم استثمار استراتيجي يمكنه أن يدفع عجلة التصنيع المحلي، ويقلص فاتورة الاستيراد، ويفتح آفاقًا جديدة أمام التشغيل ونقل التكنولوجيا.