إعادة بعث مشروع مركب الإسمنت ببشار
من المرتقب أن يتم إعادة بعض مشروع مركب الإسمنت بالجنوب الجزائري، بعد مباشرة مكتب الدراسات والخبرة السويسري “سيسا” عمله لإعداد وتوفير الشروط الضرورية لإقامة المنشأة التي ستكون الأولى من نوعها في المنطقة.
يأتي مشروع إعادة بعث وتفعيل المركب من قبل وزارة الصناعة والمناجم، في سياق المساعي الرامية إلى تغطية الحاجيات الوطنية من هذه المادة وإحلال الواردات، بهدف تجاوز سقف 22 مليون طن خلال السنوات القليلة المقبلة، فضلا عن ضمان إرساء قاعدة صناعية في فرع من فروع مواد البناء.
وقد أسندت الدراسة الخاصة بإقامة المصنع الذي كان مبرمجا منذ عشرية على الأقل، إلى مكتب الدراسات الهندسية والخبرة السويسري “سيسا” الذي سيقوم بمصاحبة فرع المجموعة الصناعية للاسمنت الجزائر “الساورة” بهدف إقامة الوحدة الصناعية التي تقدّر قدراتها الإنتاجية بحوالي 1.15 مليون طن سنويا، وهو بالتالي من بين المصانع الكفيلة بتوفير جزء معتبر من حاجيات السوق المحلي في مناطق الجنوب. ويقدّر الإنتاج اليومي للمصنع بـ 3200 طن يوميا، وهو بالتالي يقترب من قدرات المصانع الكبيرة التي يحوزها حاليا مجمع “جيكا” والتي تضمن أكبر جزء من الإنتاج الجزائري من الإسمنت، إلى جانب مجموعة لافارج. وقد كان مشروع المصنع مقررا إنجازه من قبل كوسيدار وشركة صينية.
ويعد مكتب الخبرة والدراسات “سيسا” من الشركات المتخصصة السويسرية التي سبق لها وأن عملت في السوق الجزائري مع نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، لتتوقف لعدة سنوات وتعود مجددا العام المنصرم بدراسة جدوى لإقامة مصنع إسمنت تابع لمجموعة “سيفيتال” في الخروب. ويتواجد مقر الشركة السويسرية المتخصصة بمدينة جنيف، حيث كسبت خلال العشرية السابقة، بعدا دوليا بفضل دراسات الجدوى التي تنجزها في المجالات الصناعية وتشغيل المصانع.
وقد صنّفت مادة الإسمنت ضمن المواد التي تخضع لنظام رخص الاستيراد بداية من هذه السنة. وتنتج مجموعة جيكا حاليا أكثر من 12 مليون طن من الإسمنت، وهي بصدد تدعيم إنتاجها بفضل شراكات مع مجموعات دولية متخصصة وعمليات مصاحبة توسيع لنطاق الإنتاج المحلي، حيث استفادت العديد من مصانع الإسمنت من عمليات تأهيل تكنولوجي لتوسيع قدرات إنتاجها.