توتال تغادر بوركينا فاسو ودول الساحل الإفريقي وسط تراجع النفوذ الفرنسي

أعلنت شركة “توتال إنرجيز” الفرنسية عن انسحابها من سوق بوركينا فاسو ودول الساحل الإفريقي، في خطوة تأتي بالتزامن مع تراجع نفوذ باريس في المنطقة وطرد قواتها العسكرية من عدة دول.
وبحسب موقع “الجزيرة.نت”، قررت “توتال إنرجيز” بيع أصولها واستثماراتها في بوركينا فاسو لمجموعة “كوريس للاستثمار”، التي يترأسها رجل الأعمال البوركينابي إدريسا ناسا. وتم الإعلان عن هذه الخطوة عقب اجتماع ضم مسؤولين من الشركة مع وزير الصناعة والتجارة البوركينابي، سيرج بودا.
وتعمل “توتال إنرجيز” في بوركينا فاسو منذ عام 1956، أي قبل استقلال البلاد، ولديها شبكة استثمارية تشمل 170 محطة وقود. وخلال الاجتماع، أكد بادارا مباكي، رئيس استثمارات الشركة في غرب إفريقيا، على إبلاغ السلطات بقرار بيع الأصول لمجموعة “كوريس”.
وتسعى مجموعة “كوريس” إلى تعزيز سيادة البلاد الاقتصادية عبر توطين الاستثمارات وإفساح المجال أمام رجال الأعمال المحليين للمشاركة في الصفقات الكبرى. وتعد المجموعة فاعلًا اقتصاديًا رئيسيًا في مجالات البنوك والعقارات والمناجم، كما بدأت مؤخرًا في التوسع نحو قطاع الطاقة.
وجاء إعلان الانسحاب من بوركينا فاسو في إطار ما وصفه مسؤول “توتال” بتطور المحفظة الاستثمارية للشركة في إفريقيا.
وفي يناير الماضي، انسحبت “توتال إنرجيز” من مالي، حيث باعت أصولها لشركة “كولي إنرجي مالي”، التي تربطها علاقات استثمارية مع شركات في بنين وساحل العاج. وكان الفرع المالي للشركة يوظف 1109 عمال ويدير 80 محطة، إلى جانب عقود توريد النفط لشركات التعدين.
وقبل أسابيع، أنهت “توتال” عقودها في كل من تشاد والنيجر وجمهورية إفريقيا الوسطى، مما يعكس تحولًا استراتيجيًا في نشاطها بالمنطقة.
يتزامن خروج “توتال إنرجيز” من دول الساحل الإفريقي مع تراجع النفوذ الفرنسي في المنطقة، حيث قامت باريس بسحب قواعدها العسكرية من عدة دول، من بينها السنغال وساحل العاج وتشاد، بالإضافة إلى مجموعة دول تحالف الساحل.
ويعكس انسحاب “توتال” من هذه الأسواق تغيرات جيوسياسية واقتصادية تعيد رسم خريطة النفوذ الأجنبي في غرب إفريقيا، وسط توجه متزايد نحو تعزيز الاستقلال الاقتصادي للدول الإفريقية وتقليل الاعتماد على الشركات الأجنبية.