الهبة النفطية الجزائرية للبنان تُفجر جدلاً وتُحرج صفقات مشبوهة في ظل أزمة الكهرباء
في خضم الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تعصف بلبنان، ومع استمرار أزمة الكهرباء الخانقة، أرسلت الجزائر شحنة أولى من الفيول تقدّر بـ 30 ألف طن على متن ناقلة “عين أكر”، وذلك بتوجيهات من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
جاءت هذه الهبة كتعبير عن التضامن العميق بين الجزائر ولبنان، حيث تهدف إلى تشغيل محطات الكهرباء وتخفيف حدة الأزمات التي يواجهها اللبنانيون.
ومع وصول الشحنة، بدأت بعض الأطراف في إثارة الشكوك حول جودة الفيول المقدم، مدعيةً عدم مطابقته للمواصفات.
هذه الاتهامات جاءت على الرغم من أن الفيول الجزائري ينتج في مصفاة سكيكدة، المعروفة بجودة إنتاجها والذي يُستخدم في الأسواق العالمية.
فهل هذه الأصوات تسعى حقًا إلى التدقيق في جودة الوقود، أم أنها تسعى إلى تأمين مصالح سياسية واقتصادية ضيقة على حساب مصلحة الشعب اللبناني؟
السفينة رست في مرفأ طرابلس بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة، وتزامن وصولها مع اعتداء صهيوني أثار القلق.
مراسم الاستقبال جرت بحضور وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، والسفير الجزائري في لبنان رشيد بلباقي، والسفير اللبناني في الجزائر محمد حسن، إلى جانب شخصيات رسمية أخرى.
في السياق ذاته أكد الوزير فياض خلال كلمته على أهمية هذه المبادرة، معبرًا عن امتنانه للجزائر على هذا الدعم المستمر.
كما أشاد بدور الرئيس الجزائري تبون، الذي يسعى دائمًا لتعزيز الوحدة العربية ودعم الدول الشقيقة.
الدبلوماسي والسفير الجزائري رشيد بلباقي بدوره عبر عن فخره واعتزازه بوجوده في طرابلس خلال هذه اللحظة المهمة، مؤكدًا أن الجزائر ملتزمة بمواصلة دعمها للبنان، وأن هذا الدعم ينبع من قناعة راسخة وليس من دبلوماسية كلمات.
كما أشار إلى أن هذه الخطوة هي تجسيد لوعد الرئيس تبون بالوقوف إلى جانب لبنان، مما يعكس التضامن المستمر بين الشعبين.
ورغم الترحيب الكبير بالهبة الجزائرية، إلا أن التساؤلات تظل قائمة حول الغايات الحقيقية من وراء التشكيك المستمر في مثل هذه المبادرات.
من يقف وراء هذه الحملات، ومن المستفيد من إبقاء لبنان تحت رحمة الأزمات؟ وهل هناك أطراف تسعى لتقويض أي محاولة لتعزيز الدعم الدولي للبنان، حفاظًا على نفوذها ومصالحها الضيقة؟ في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، يبقى الأمل معقودًا على الحفاظ على علاقات طيبة مع الدول الصديقة، والاعتراف بالجهود المخلصة التي تُبذل من أجل دعم استقرار لبنان ورفاهية شعبه.