ليلة رمضانية جزائرية بلندن: قرآن، تاريخ، ووطنية تضيء سماء الجالية

نظمت القنصلية العامة للجزائر في لندن يوم السبت 22 رمضان 1446 هـ، الموافق 22 مارس 2025، فعالية دينية وثقافية متميزة جمعت أبناء الجالية الجزائرية تحت سقف المحبة والانتماء، وذلك بمقر القنصلية، وسط حضور واسع ومتنوع ضم العائلات، الأطفال، ممثلي الجمعيات، وتلاميذ المدارس الجزائرية.

استهلت الأمسية بمسابقة في حفظ وتجويد القرآن الكريم، شارك فيها أطفال من مختلف الفئات العمرية يدرسون في المدارس الجزائرية بالمملكة المتحدة.

أبهر المشاركون الحضور بتلاواتهم المتقنة، التي عكست عمق ارتباطهم بالقيم الإسلامية والهوية الثقافية الجزائرية.

وقد تم تكريم المتفوقين، الذين تراوحت أعمارهم بين 9 و12 سنة، بجوائز رمزية تشجيعية، وسط تصفيق وإعجاب كبير من الحضور.

في الجانب الثقافي والتاريخي من الأمسية، تم عرض الفيلم الوثائقي “المفاوض الجزائري”، من إنتاج وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، والذي سلّط الضوء على المفاوضات المصيرية التي قادت إلى اتفاقيات إيفيان واستقلال الجزائر. تناول الفيلم الدور البارز للمجاهدين والمفاوضين، وتضحياتهم الجسام من أجل تحرير الوطن.
تلا العرض نقاش ثري شارك فيه أكاديميون، صحفيون، ومحللون من أبناء الجالية، إلى جانب شباب متحمس استلهم من تلك الحقبة روح الوطنية. أدار النقاش أحد أبناء الجالية، الذي أضفى عليه طابعًا عميقًا وهادفًا، تمحور حول أهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية وغرس القيم التحررية في وجدان الأجيال القادمة.

تميزت الفعالية بتنظيم إفطار جماعي جمع مختلف أطياف الجالية، في مشهد عكس روح التضامن والألفة.
فقد شكل الإفطار لحظة استثنائية توحدت فيها القلوب، تماما كما وحّدت الثورة أبناء الجزائر بالأمس. تبادل الحاضرون التهاني والأحاديث الودية، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات تعزز من روابط المحبة والانتماء، وتبعث برسائل قوية حول وحدة الجالية واعتزازها بجذورها.

وفي الاخير،عبر المشاركون عن امتنانهم العميق للقنصلية العامة على تنظيم هذه المبادرة الراقية، التي مزجت بين الروحانية، التاريخ، والثقافة،مشددين على أهمية تكرار مثل هذه الفعاليات بشكل دوري، لما لها من أثر إيجابي في تقوية روابط الجالية وتعزيز الشعور الوطني، خاصة لدى الأجيال الناشئة.