قنصلية الجزائر في لندن…هرم القيادة ليس مقلوبا
في كل مرة يثبت بعض المسؤولين الجزائريين انهم لا يؤمنون بالقواعد العامة المتعارف عليها لدى كل البشر، واهم هذه القواعد قاعدة مشهورة في مجال القيادة الا وهي قاعدة الهرم المقلوب، والتي تجعل من المسؤول في اعلى سلطة هرم المسؤولية في خدمة القاعدة وليس العكس، لكننا دائما نصنع الاستثناء بتصرفاتنا الشاذة والغريبة عن كل ما يحدث في كل بقاع العالم، و هاهي قنصل الجزائر بلندن تأتي لتؤكد هذا الاستثناء مرة اخرى.
اذ ان كل القنصليات والسفارات والممثليات الدبلوماسية في العالم مفتوحة لخدمة الجالية والمهاجرين، لتقريبهم من الادارة المركزية ببلدهم الأم، فيزداد احساسهم بالامان عند رؤية علمهم يرفرف تحت سماء الغربة والبعد عن الاهل والاقرباء… لكن احساس الغربة يصبح اكثر مرارة عندما يغلق ابن جلدتك الباب في وجهك، يقينا منه انه فوق مستوى البشر، فحسب مصادر موثوقة للصحيفة اللندنية الالكترونية” ألجيريا برس أونلاين” ما يحدث في القنصلية الجزائرية بلندن أمر لا يمكن السكوت عنه ف”مدام القنصل” لا تقابل احدا من طالبي موعد معها، وكل من يريد شيئا عليه ان يمر بالسيد”ح”وزوجته الذين كلفتهما مدام القنصل بعمل “المصفاة” الذي يقرران بمقتضاه اهمية موضوع كل واحد من عدمه، وبالتالي من يستحق مقابلتها ومن لا يستحق.
في وقت تعاني منه الجزائر أزمة اقتصادية حادة بسبب هبوط اسعار النفط، والذي تحتاج فيه كل النوايا الطيبة لابنائها في الداخل والخارج حتى تجتاز هذه الازمة بأقل الخسائر، وبدل ان تفتح لهم نافذة على الوطن ليساهموا في منع خرابه، تقوم مدام القنصل بغلق كل منافذ نسمات الوطنية لتحتكر امبراطورية قنصليتها على معارفها.
فلندن احدى اكبر عواصم العالم، تعج بكفاءات واطارات جزائرية عالية، والذين كتبوا بأحرف من ذهب صفحات كثيرة في تنمية المملكة المتحدة، يقفون عاجزين امام تصرفات رعناء لمسؤولة لا تعرف حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها في استقطاب هؤلاء والتعامل معهم بما يشجعهم على مد يد العون للوطن الأم، وما عزوفهم واختيارهم بلدان اخرى الا نتيجة لتصرفات مدام القنصل وشاكلتها.
و في السياق ذاته اصبح الديبلوماسي الموظف و المكلف بالجوازات الاستعجالية الصالحة لمدة سنة واحدة لا يقل غرورا وتعجرفا عن مدام”القنصل”، يمارس كل انواع النفوذ و التعالي على محتاجي هذه الجوازات، ويخضعهم لاستجواب وتحقيق مهين،..أي قنصلية هذه التي لا يشعـر فيها الانسان بانسانيته؟ أي قنصلية هذه التي تشبه مراكز الاستنطاق في الدول البوليسية الدكتاتورية؟ وليس امام ضحية هذا الاستنطاق فرصة للتظلم او الشكوى فمدام القنصل لا تستقبل احدا.
ثم نتساءل لم يساهم ابناء جالية كل البلدان في دعم اوطانهم الاصلية الا نحن… اما آن لهذه المهازل التي جرت البلد نحو الخراب أن تتوقف؟