منصب كاتب الدولة للجالية الجزائرية بالخارج: بين التساؤلات والتطلعات
في ظل تزايد الاهتمام بقضايا الجالية الجزائرية في الخارج، أثارت إعادة تفعيل منصب كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج تساؤلات عديدة حول مدى قدرته على تلبية تطلعات الجزائريين في المهجر.
التجارب السابقة أظهرت أن هذا المنصب عانى من محدودية الصلاحيات والفعالية، مما أثار مطالبات بتعزيزه أو إعادة النظر فيه.
وفي هذا السياق، استجوبت الصحيفة الإلكترونية “ألجيريا برس أونلاين” عددًا من بعض النشطاء من أبناء الجالية، حيث أعرب الكثير منهم عن ارتياحهم لعودة المنصب.
ومع ذلك، أكدوا ضرورة منحه صلاحيات كافية ليصبح أداة فعالة لحل المشكلات التي تواجه الجالية. كما أشاد النشطاء بالتوصيات المستمرة التي يوجهها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لخدمة الجالية، والتي تجلت في العديد من المبادرات التي عززت الروابط بين الجزائر وأبنائها في الخارج.
وبدوره،تناول النائب السابق عن الجالية الجزائرية، نور الدين بلمداح، هذه القضية بشفافية في منشور على صفحته الرسمية على “فيسبوك”، مستعرضًا تجربته الطويلة مع المنصب.
وأوضح أنه خلال فترة رئاسته لفيدرالية الجزائريين بأوروبا منذ عام 2006، تعامل مع عدة كتاب دولة ووزراء مكلفين بالجالية، لكنه وجد أن المنصب كان مجرد وسيط دون صلاحيات حقيقية. وقال: “كل ما كنت أنقله من انشغالات الجالية كانوا يردون بأن هذه القضايا من صلاحيات وزير الخارجية للفصل فيها”.
وأشار بلمداح إلى أن كاتب الدولة حليم بن عطاء الله كان استثناءً، حيث تمكن عام 2010 من حل مشكلة جوازات السفر لمن لا يملكون وثائق إقامة. لكنه استمر في المطالبة بمنح المنصب صلاحيات واسعة أو إلغائه لتجنب أن يصبح مجرد آلية غير فعالة ومضيعة للمال العام.
وأوضح: “عندما أُلغي المنصب في 2014، أعرب بعض النواب عن أسفهم، بينما رأيت أن القرار كان إيجابيًا، لأن التعامل المباشر مع وزير الخارجية أفضل وأكثر جدوى”.
ومع تعيين سفيان شايب ككاتب الدولة الجديد، أعرب بلمداح عن أمله في تعزيز صلاحيات المنصب ليتمكن من معالجة مشكلات الجالية بفعالية.
وأضاف: “نتمنى أن يتمكن كاتب الدولة من التنسيق مع مختلف الوزارات، مثل الداخلية والنقل والمالية والعمل، لحل القضايا المعقدة التي تواجه الجالية والتي تتطلب تضافر الجهود من عدة جهات”.
من جهة أخرى، شدد النشطاء الذين استجوبتهم “ألجيريا برس أونلاين” على أهمية تحويل المنصب إلى منصة حقيقية للتواصل بين الجالية والمؤسسات الوطنية، بعيدًا عن أن يكون مجرد منصب رمزي.
وأكدوا أن النجاح يعتمد على منح كاتب الدولة الوسائل والصلاحيات التي تجعله قادرًا على تلبية تطلعات الجالية.
التحدي الآن يكمن في جعل هذا المنصب فعالًا وقادرًا على إحداث تغيير ملموس، بما يعكس رؤية استراتيجية تجعل من الجالية الجزائرية بالخارج شريكًا فاعلًا في التنمية الوطنية.