فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية يثير مخاوف المهاجرين في فرنسا وألمانيا
أثارت نتائج الانتخابات الأوروبية التي شهدت صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة إلى المراكز الأولى قلقا عميقا بين المهاجرين والمنظمات الحقوقية في فرنسا وألمانيا. وتجمع المئات من المحتجين في باريس للتعبير عن قلقهم ورفضهم للنتائج حيال مستقبلهم في البلاد، بينما عبرت منظمات ألمانية عن مخاوفها من تصاعد العنصرية.
في السياق نفسه خرجت مظاهرات طلابية في باريس احتجاجًا على فوز “التجمع الوطني” في الانتخابات الأوروبية، حيث عبّر المحتجون عن استيائهم من تصاعد نفوذ اليمين المتطرف ورفضهم لدعوة الرئيس إيمانويل ماكرون لإجراء انتخابات مبكرة بعد الهزيمة الثقيلة لحزبه.
كما أبدى عدد من المهاجرين في فرنسا قلقهم ومخاوفهم من التشديد المتوقع في قوانين الهجرة.
أحمد ناصر عبد الله، تونسي عامل في مطعم مقيم في فرنسا، وصف نتائج الانتخابات بأنها غير مفهومة وقال إن فرنسا بحاجة إلى المهاجرين للتنمية. في حين عبّرت ليندة، مهاجرة جزائرية حصلت على تصريح إقامة مؤخرًا، عن خشيتها من إعادة ترحيلها إلى الجزائر.
أما في ألمانيا، أعربت مجموعة “منظمات ألمانيا الجديدة” عن “القلق العميق” إزاء فوز الأحزاب اليمينية المتطرفة في انتخابات البرلمان الأوروبي. حذر رئيس المجموعة، كريم الحليفي، من تزايد الهجمات العنصرية والمعادية للسامية نتيجة لتصاعد اليمين المتطرف.
وبدورها حققت الأحزاب اليمينية المتطرفة مكاسب كبيرة في الانتخابات، حيث حصل “التجمع الوطني” في فرنسا على 31.5% من الأصوات، متقدماً على حزب “النهضة” الرئاسي الذي حصل على 15.2% فقط. في ألمانيا، حصل حزب “البديل من أجل ألمانيا” على المركز الثاني بنسبة 16% من الأصوات، فيما تراجعت نسبة الأصوات التي فاز بها “الحزب الديمقراطي الاشتراكي” بزعامة المستشار أولاف شولتس.
وعن التداعيات السياسية وصف خبراء سياسيون قرار ماكرون بالدعوة إلى انتخابات مبكرة بأنه “متسرع” واعتبروه “زلزالًا سياسيًا” في فرنسا.
كما أثارت نتائج الانتخابات الأوروبية مخاوف بشأن مستقبل المهاجرين وتصاعد العنصرية في كل من فرنسا وألمانيا.