“حرب الجبناء”.. وثائقي جزائري بلندن يفتح جراح ألغام الاستعمار ويؤجج مشاعر الوطنية
في إطار السعي لتوثيق فصول المعاناة الجزائرية تحت وطأة الاستعمار، نظمت القنصلية العامة الجزائرية في لندن،أمس السبت عرضاً خاصاً للشريط الوثائقي “حرب الجبناء”، من فكرة وإعداد الإعلامي والمنتج أحسن حليمي.
الشريط الذي حضره عدد كبير من أبناء الجالية الجزائرية في بريطانيا، استعرض حقائق صادمة عن الألغام المضادة للأشخاص التي زرعها الاستعمار الفرنسي في الجزائر، واستعرض الآثار المدمرة التي ما زالت تخيم على الشعب الجزائري حتى اليوم.
وروى الشريط مشاهد مؤثرة عن ضحايا الألغام المزروعة على طول خطي “شارل” و”موريس”، موثقاً لحظات مأساوية عاشها الجزائريون من نساء وأطفال وشيوخ وقعوا ضحية هذه الألغام التي أودت باستشهاد الآلاف وتسببت في إصابات وتشوهات جسدية ونفسية، تركت بصمة عميقة في ذاكرة الحضور، ودفعت بعضهم للبكاء.
الفعالية شهدت أيضاً تفاعلاً كبيراً من الحضور الذي شارك في نقاشات ثرية حول أهمية هذا التوثيق، ودوره في رفع الوعي بقضايا العدالة التاريخية للجزائر.
وبالمناسبة ناقش الحضور سبل استثمار هذه الوثائق التاريخية كأدلة قانونية تدعم الجهود الجزائرية الرامية إلى مساءلة فرنسا في المحافل الدولية، والمطالبة بالتعويضات لضحايا الألغام وتوثيق حقوقهم.
الشريط الوثائقي “حرب الجبناء” يمثل رسالة مهمة للأجيال الجديدة لتدرك حجم المعاناة والتضحيات التي قدمها الشعب الجزائري في مواجهة الاحتلال، ويأتي كدعوة لإبقاء قضاياهم حية في الذاكرة الجماعية.