دشنت المديرية المركزية للنشاطات الاجتماعية والثقافية لمؤسسة “نفطال” عهدا آخر في عدم احترام التشريعات في منح وإلغاء الصفقات العمومية، إذ أقدمت المديرية المعنية على إلغاء صفقة خاصة بتنظيم رحالات سياحية للخارج، بعد استيفاء كل الإجراءات، حيث قالت مصادر إن سبب الإلغاء الحقيقي تدخل إطار سام في الشركة بغرض إعادة المناقصة حتى ترسو على أحد معارفه.وكشفت مصادر من شركة “نوميديا للسياحة” بقسنطينة أنها تقدمت لمناقصة خاصة بالمديرية المركزية للشؤون الاجتماعية والثقافية لمؤسسة نفطال، تتعلق بتنظيم رحلات سياحية للخارج لفائدة عمال المؤسسة، وعليه تحصلت الوكالة السياحية على الصفقة بصفتها الأقل عرضا ماليا، والأحسن عرضا تقنيا، حيث نشر المنح المؤقت للفوز بالصفقة في مجلة “الباوسام” الخاص بقطاع الطاقة والمحروقات بتاريخ 5 أفريل 2016 تحت رقم 1269، وعليه باشرت الشركة السياحية كل الحجوزات الضرورية سواء مع شركات الطيران المختلفة أو الفنادق في مختلف الدول.
إلا أنه بتاريخ 16 أفريل الماضي راسلت المديرية المركزية للشؤون الاجتماعية والثقافية لمؤسسة نفطال الوكالة السياحية تخطرهم أنها ألغت الصفقة، دون تقديم أي أسباب قانونية، ما جعل مسؤولي الوكالة يطالبون في عدة رسائل بضرورة توضيح الأسباب القانونية لفسخ الصفقة، فقد تحججت المديرية بالمادة 21 من ملف المناقصة، الفقرة الأولى التي تتحدث عن إلغاء الصفقة.
في حين أن المادة التي تتحدث عن إلغاء الصفقة هي المادة 18، أما المادة 21 التي اعتمد عليها مسؤولو نفطال تتعلق بالوكالات السياحية التي لم تفز بالصفقة وآجال تقديم الطعون، وحتى في حالة تطبيق المادة 18 من ملف المناقصة، فهذه المادة صريحة وتعني إلغاء الصفقة قبل فتح الأظرفة، وليس بعد فتح الأظرفة وتقييم العروض وإعلان المنح المؤقت للصفقة.
وكشفت مصادر ومتابعة للملف أن سبب إلغاء الصفقة يعود لتدخل مسؤول سام في الشركة، كون الوكالة السياحية التي جلبها لم تتمكن من الفوز بالمناقصة، ما جعله يتدخل ليلغيها وبعدها تعاد المناقصة على المقاس، حتى تتمكن وكالته من الفوز بالصفقة. وعليه طالب مسؤولو شركة السياحة المتضررة مسؤولي قطاع الطاقة والمناجم، وعلى رأسهم الوزير، بالتدخل لوقف مثل هذه التجاوزات.
