هل أصبحت منظمة أوبك “بلا معنى”؟
يرى المحلل أندرياس فيلر، رئيس قسم الاستشارات في بنك “جوليوس باير” السويسري، أن منظمات مثل “أوبك” بدأت تفقد مضمونها، بعد فشلها في الاتفاق على إستراتيجية واضحة للإنتاج.
وقال الخبير الاقتصادي للصحافيين: “إن منظمات مثل أوبك تصبح مع الوقت بلا معنى، ذلك أنها ليس بمقدرها تبني موقف مشترك. السعودية وفنزويلا يجلسان على طاولة واحدة ولكن هذين البلدين مختلفان عن بعضهما البعض من الناحية الاقتصادية والأهداف”.
وتوقع الخبير الاقتصادي أن تعجز المنظمة في الاتفاق، خلال اجتماعها المقبل، في شهر نوفمبر، في فيينا على إستراتيجية واضحة لإنتاج النفط.
وكانت دول منظمة “أوبك” قد فشلت في التوصل، خلال اجتماعها في العاصمة النمساوية، إلى اتفاق بشأن تغيير سياسة المنظمة في مجال إنتاج النفط، كما لم يتمكن أعضاء “أوبك” من تحديد سقف جديد لإنتاج الخام. وتنتج “أوبك” حاليا نحو 32.5 مليون برميل يوميا.
وقبل ذلك، فشلت “أوبك” في اجتماعها في ديسمبر الماضي، في الاتفاق حول وضع حد أقصى لمستوى إنتاج الدول الأعضاء فيها والبالغ عددهم 13 دولة، ما عزز السوق بكميات كبيرة من النفط، وأدى إلى استمرار تراجع أسعاره.
وفي افريل الماضي، عجزت المنظمة، أثناء اجتماع انعقد في العاصمة القطرية الدوحة وضم منتجين من داخل “أوبك” وخارجها، كروسيا، في التوصل إلى اتفاق حول تجميد الإنتاج لدعم الأسعار المتهاوية، وذلك بسبب خلافات بين إيران والسعودية.
وذلك كون السعودية ترفض التوقيع على أية ترتيبات لتثبيت الإنتاج، ما لم توقع عليها طهران، في حين ترفض إيران الالتزام بأي سقف للإنتاج، معللة ذلك برغبتها في العودة إلى سوق النفط بعد أعوام من حظر شراء نفطها.
وتقوّض هذه الخلافات دور “أوبك” كمراقب في أسواق النفط. وفي حال تمسك السعودية، أقوى أعضاء “أوبك” نفوذا، بموقفها فسيؤدي ذلك إلى كتابة شهادة وفاة لإحدى الاستراتيجيات الرئيسة للمنظمة، والمتمثلة في إدارة أسعار النفط العالمية من خلال تنظيم المعروض.
ووفقا للمحلل أندرياس فيلر، فإن محللي بنك “جوليوس باير” يتوقعون في السيناريو الأساسي للبنك السويسري أن تتراوح أسعار النفط على المدى القصير ما بين 45 و50 دولارا للبرميل. وبرأي البنك، فإن هذا السيناريو قابل للتحقق بشرط عد قيام أحد أعضاء “أوبك” بإغراق السوق.
وفي سيناريو أخر، يتوقع البنك أن تقفز الأسعار بسبب المضاربات، مشيرا إلى إمكانية أن تقفز الأسعار بنسبة 50%-60% نتيجة تدخل المضاربين في السوق. كما استبعد البنك أن تصعد الأسعار في القريب العاجل وذلك بسبب عزم إيران زيادة إنتاجها.